الدكروري يتكلم عن الإستقرار في زمن الوليد الأول
الدكروري يتكلم عن الإستقرار في زمن الوليد الأول

الدكروري يتكلم عن الإستقرار في زمن الوليد الأول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية، الكثير عن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وقيل أنه كان الاستقرار في زمن الوليد بن الملك هو نتيجة عمل مضني من والده عبد الملك بن مروان الذي أخمد جميع الثورات وقضى على جميع أعدائه، وقد أسهم هذا الاستقرار بشكل كبير في تفرغ الوليد لبناء الدولة من الداخل مع اطلاعه الدائم على أحوال قادة الجيوش على الثغور في الشرق والغرب، ومع توسع رقعة الدولة وتوافر الأموال زاد اهتمام الوليد بن عبد الملك بالعمران، فبدأ بتحسين الطرقات وتعبيدها، ولاسيما تلك التي تؤدي إلى العاصمة دمشق، وكذلك الطرقات في جهة الحجاز ليؤمن الراحة في طريق الحجاج والمعتمرين، وقد أمر بحفر الأبار.
ووضع العلامات على طول الطريق، وفي المدينة كلف ابن عمه عمر بن عبد العزيز بالإشراف على توسعة المسجد النبوي الشريف، وضم الحجرات النبوية إلى مساحة المسجد، وكان حريصا على بذل ما يستطيع من الأموال ليظهر المسجد النبوي الشريف بأبهى حلة كما أرسل للمدينة الرخام والأحجار والعمال من الروم والقبط، واعتنى عناية فائقة بعمارة دمشق التي توسعت في زمانه توسعا كبيرا، وكان من أهم اعماله بناء المسجد الأموي في دمشق، وقد انفق فيه الوليد بن عبد الملك مبالغ ضخمة ليكون المسجد علامة بارزة وصورة ناصعة لفن العمارة الإسلامية، فكان مظهرا من مظاهر عظمة الإسلام على مر السنين، وقد تعرض الوليد للانتقاد الكبير من الناس بسبب ما أنفقه من بيت المال على المسجد.
لكن الوليد تابع في البناء، لكنه لم يشهد افتتاحه الذي تم بعد وفاته زمن أخيه سليمان، وكانت من أعظم فتوحات الوليد بن عبد الملك هى فتح بلاد ما وراء النهر، وتقع هذه البلاد حاليا في جنوب روسيا وفي كازاخستان وتمتد شرقا في أواسط قارة آسيا وكانت تسكنها في هذا الوقت قبائل تركية وثنية، وقد قاد قتيبة بن مسلم الجيش والذي كان والي خراسان فاستولى على “مرو” ومن ثم واصل زحفه إلى خوارزم واستولى بعد ذلك على “بخاري وسمرقند” وواصل زحفه حتى وصل أطراف الصين، وقد اعتنق أغلب هذه البلاد الإسلام وظهر منهم العديد من العلماء فيما بعد مثل ابن سينا والخوارزمي والفارابي والبخاري، وكانت من أعظم فتوحات الوليد بن عبد الملك أيضا هى فتح بلاد السند.
وتقع هذه البلاد حاليا بين ليبيا وموريتانيا وهى بلاد المغرب الإسلامي الكبير، وكان أهلها أمازيغ وثنيين، وقد قاد الجيش موسى بن نصير ومعه القائد الأمازيغي طارق بن زياد، فاستولوا على طنجة ومن ثم إلى سبتة حتى وصلوا إلى شاطئ المحيط الأطلسي.