أخبار الفن

نجم الألفينات يتوّج الذكريات بأداء عصري وروح لا تُقهَر!

جريدة الأضواء المصرية

هيثم سعيد يُلهب مسرح نوستالجيافورها ويُعيد رسم الفرح: نجم الألفينات يتوّج الذكريات بأداء عصري وروح لا تُقهَر!

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في مشهد طربي لا يُشبِه إلا الحُلم، وفي واحدة من أضخم ليالي الفن والغناء التي عرفتها جدة، أطلّ النجم المصري المحبوب هيثم سعيد وسط تصفيقٍ هادر وصرخات اشتياق صدحت من آلاف الحناجر، وكأنّ الجمهور كان بانتظاره منذ سنين. حفل نوستالجيا فورها، الذي جمع أبرز نجوم جيل الألفينات تحت سقف واحد، شهد لحظة ذهبية حين دخل هيثم إلى “سوبر دوم جدة” بإطلالته المشرقة ونظراته التي تحمل بين طيّاتها خليطًا من الحنين والثقة والعفوية، ليأسر الحضور بروحه الخفيفة وأدائه الحيوي وابتسامته التي لا تنطفئ.

من أول خطوة على المسرح… الجمهور أدرك أن الليلة مش عادية

لم ينتظر الجمهور كثيرًا ليفهم أن تلك الليلة ليست كغيرها، فبمجرد أن دخل هيثم المسرح، تحوّلت الأجواء إلى عرس جماعي من الذكريات، الرقص، الانفعال، والحنين الجارف. وقف بثبات النجوم الذين لا يهتزّون، تحرّك بخفة شباب لا يزال يعيش بداياته، ونثر طاقته الإيجابية على كلّ من حوله، وكأنّه لا يقدّم عرضًا غنائيًا، بل يقود احتفالاً كبيرًا بالحياة. كل إيماءة، كل حركة، كل نظرة، كانت مدروسة ومليئة بالمحبّة. بدا وكأنه يغنّي لكلّ شخص على حدة، يهمس له، يحتضنه، ويقول له: “رجعنا من الماضي لنحتفل بالحاضر سوا.”

جاذبية لا تشيخ وصوت ما زال في عزّ توهجه

هيثم لم يتغيّر… بل تطوّر. نضج فنيًا، حافظ على شبابه، وتألّق بحضور يُشبه الضوء، لا يُقاوَم. صوته بقي كما هو، مليء بالديناميكية، قوي الإحساس، يضرب في أوتار القلب مباشرة، ويُحاكي ذاك الفتى الداخلي الذي ما زال يسكن في كلّ واحد منّا. وبين مقطع وآخر، كان يُداعب الجمهور بكلمات مرحة، يضحك، يرفع يده ويغنّي وكأنه يغوص في مشهد من أيام الجامعة، من أول حبّ، من أول مغامرة. بدا وكأنّه صديق قديم عاد فجأة في توقيتٍ مثالي، ليوقظ داخلنا ما خفنا أن ننساه.
القاعة تشتعل… والكلّ يُردد: هذا النجم لا يشيخ

عشرات المئات من الكاميرات توجّهت نحوه، الفتيات يُصفّقن بحرارة، الشبّان يُبادلون الحماسة، والأطفال يُراقبونه بإعجاب لا يَعرف السبب. ذاك هو سحر هيثم، لا يحتاج إلى تفسير. وسامته الكلاسيكية، أناقته البسيطة، خفّة دمه، وصوته الذي يقتحم القلب دون استئذان… كلها اجتمعت في مشهد يُحاكي الأفلام الموسيقية التي لا تُنسى. ومع كل دقيقة تمر، كانت القاعة تزداد دفئًا وبهجة، والناس يُدركون أن هذه اللحظة من النادر أن تتكرر.

رسالة حب إلى الجمهور… وامتنان لا يعرف كلمات

في إحدى اللحظات الصادقة، أمسك الميكروفون وتوجّه إلى الجمهور برسالة قصيرة ولكنها عميقة. قال إنه يشعر وكأنه بين أهله، وأن هذا الحفل بمثابة عودة إلى البيت، عودة إلى الناس الذين أحبوه في البداية، وكانوا سببًا في كل خطوة نجاح. دمعت بعض العيون، وصفّق الجمهور بحرارة، وارتفعت الهتافات باسمه كأنها دعاء، كأنها وعد جديد بالبقاء، كأنّ كل من في الحفل وجدوا فيه صدى حياتهم، وروحًا مرحة لا تذبل.

ليلة تاريخية ختمها هيثم بنبضه… وترك فيها روحه قبل أن يرحل

عندما انتهت فقرة هيثم سعيد، لم يكن هناك نهاية فعلية، بل بداية لذكريات جديدة. الكلّ كان يُردّد ما قاله، يُعيد لحظاته، يُشارك صوره ومقاطع الفيديو على منصّات التواصل وكأنّهم يُريدون تثبيت اللحظة في الزمن. الحفل كان مشهدًا فنيًا متكاملًا، ولكن هيثم كان فيه اللمسة الذهبية، النغمة التي لا تشيخ، البريق الذي لا يخفت. خرج الجمهور من القاعة وقلوبهم مليئة، مغمورة، وكأنّهم كانوا في جلسة علاج نفسي جماعي عنوانها: “فرح وذكريات، بإمضاء هيثم سعيد.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى