أخبار الفن

رامي وحيد يوجّه رسالة فخر واعتزاز بعد فوز فيلم Happy Birthday بثلاث جوائز في مهرجان “ترايبيكا

جريدة الأضواء المصرية

رامي وحيد يوجّه رسالة فخر واعتزاز بعد فوز فيلم Happy Birthday بثلاث جوائز في مهرجان “ترايبيكا

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

في لحظة غامرة بالفخر والانتصار، شارك النجم العالمي رامي وحيد متابعيه على منصّاته الرسمية منشورًا نابعًا من القلب، احتفى فيه بفوز فيلم Happy Birthday بثلاث جوائز كبرى في واحدٍ من أرفع المهرجانات السينمائية في الولايات المتحدة الأمريكية، مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا التتويج ليس مجرد مكافأة، بل شهادة عالمية بقدرة الإبداع المصري على تخطّي الحدود والوصول إلى قلب العالم.

وقد جاء في منشوره المؤثر:

«ألف مبروك لصُنّاع وكرو فيلم Happy Birthday لفوزهم بـ3 جوائز في مهرجان من أهم مهرجانات أمريكا.. الجوائز دي جوائز بجد ومهمة جدًا وحاجة تفرّح القلب إن فيلم مصري يحقق كده في أمريكا.. دي حاجة تشرّفني أنا شخصيًا وتشرّف أي حد بيحب مصر.. وانتصار لكل المواهب المصرية الحقيقية.. دي خطوة مهمة لانتشار الفيلم المصري عالميًا.. وأتمنى إنها تكون البداية.»

رامي وحيد، النجم صاحب الرؤية والرسالة، لم يكن يومًا ممثلًا يبحث عن الأضواء العابرة، بل هو صاحب موقف، فنان ينتمي إلى مدرسة الإبداع الجاد، يدافع عن القيمة الفنية أينما كانت، ويؤمن أن السينما المصرية قادرة على أن تُنافس وتنتصر، حين تُمنح لها المساحة لتُعبّر عن هويتها، وتُقدّر فيها المواهب الحقيقية التي تعمل في الظل وتنتظر الفرصة لتلمع.

منشور رامي لم يكن مجرد تهنئة شكلية، بل كان تصريحًا مشحونًا بالمعاني العميقة، فكل جملة فيه تحمل أكثر من بُعد: فني، ووطني، وإنساني. فقد عبّر بصدق عن فرحته بأن يُكرَّم فيلم مصري في الخارج، لأن ذلك يعني أن الهوية المصرية قادرة على أن تُعبّر عن نفسها أمام عدسات الغرب، وأن الحكاية التي تنبض من شوارع القاهرة يمكن أن تُبهر جمهور نيويورك، وأن صوت الموهبة المصرية لا يمكن كتمانه، مهما اشتدّ الصمت من حوله.

لقد لمس رامي وحيد في منشوره نبض كل فنان حقيقي في مصر، أولئك الذين يعملون بصمت، بعيدًا عن الزيف، يكتبون ويسجّلون ويصوّرون ويحلمون، على أمل أن يُفتح لهم باب، أن يُسلَّط الضوء على ما يصنعونه من ذهب، لا من ورق. وها هو الأمل يُترجم إلى حقيقة، بفوز Happy Birthday، الذي لم يكن فقط إنجازًا لأبطاله وصُنّاعه، بل هو أيضًا انتصار لكل من آمن بأن الفن رسالة وليس وظيفة، إلهام وليس شهرة.

إن إشادة رامي بهذا الفوز، وتعبيره الصادق عن مدى فخره الشخصي، يُذكّرنا بموقعه الحقيقي على الساحة الفنية، فهو ليس فقط ممثلًا بارعًا، بل هو ابن مصر المؤمن بمكانتها، نصيرٌ لكل فنان مجتهد، وداعمٌ لكل مشروع جاد يُعيد الاعتبار للسينما المصرية في زمن يتخبّط فيه الإنتاج بين المعايير التجارية السريعة والصرعات العابرة.

أما فوز الفيلم بثلاث جوائز في مهرجان “ترايبيكا”، فهو بحد ذاته إنجازٌ يُحسب للسينما المصرية، ليس فقط من ناحية الاعتراف الدولي، بل من ناحية إثبات أن هناك مساحة عالمية تُقدّر القصة المصرية حين تُروى بإتقان. وهنا كان رامي وحيد واضحًا: هذه الجوائز ليست ديكورًا إعلاميًا، بل جوائز حقيقية ذات قيمة عالية، وهي لحظة انتصار لكل موهبة مصرية رفضت أن تُختزل أو تُهمَّش.

ولم يغفل النجم عن توجيه التهنئة الخاصة لفريق العمل، ومنهم حنان مطاوع وزكريا الكفراوي، بإيماءة مليئة بالاحترام والتقدير، إشارة إلى أنّ الاعتراف بالمجهود الجماعي هو من شيم الكبار، وأن الإنجازات لا تُبنى على فرد بل على فريق.

كثيرون يتحدثون عن الفن، لكن قلة هم من يُدافعون عنه بصدق، ورامي وحيد كان – وما يزال – أحد أولئك القلائل الذين يُجيدون التعبير عن مشاعرهم بكلمات صادقة بعيدة عن التكلّف. منشوره لم يكن احتفالًا بفيلم فقط، بل كان احتفالًا بأمل جديد في أن تستعيد السينما المصرية مكانتها الطبيعية، لا عبر الترجمة فحسب، بل عبر التقدير الفعلي الذي يُترجم إلى جوائز وتكريمات في أرقى المحافل الدولية.

“هذه فقط البداية”.. هكذا ختم رامي رسالته، تاركًا الباب مفتوحًا لآمال كبرى، ومشروعات أضخم، وأفلام جديدة ستكتب – بفضل هذه اللحظة – أول سطورها بثقة وفخر.

وهكذا يثبت رامي وحيد مجددًا أنّه ليس فقط نجمًا على الشاشة، بل ضميرًا فنيًا نابضًا، يؤمن بدور الفن في تشكيل الوعي، ويُدرك أن كل انتصار مصري على الساحة العالمية هو حجر جديد يُضاف إلى صرح الإبداع المصري، المتجذّر في التاريخ، والطامح إلى مستقبل يستحقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى