مقال

علم التنجيم والأبراج المحرم

جريدة الأضواء المصرية

علم التنجيم والأبراج المحرم 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم اما بعد إن الذكر والدعاء وقراءة القرآن وأكل سبع تمرات صباحا قبل أن يأكل أو يشرب شيئا، ومن العلماء من قال ويرجى أن يعم ذلك جميع أنواع التمر، فهذه تحصينات يحتاجها كل واحد منا، فأنت بحاجة اليها، وزوجتك بحاجة إليها، وأولادك بحاجة إليها، وبيتك بحاجة إليها، لأنها تحفظك من شر الإنس والجن، وشر كل المخلوقات، وتحفظك من الحسد والعين والسحر. 

وتحصنك من الشيطان ومكائده، وتكفيك الهم والغم في الدنيا والآخرة، وتمتعك بحفظ الله تعالي وحمايته لك، واعلموا أن الله عز وجل حرم السحر ووضح أنه قرين الكفر، ومما يدخل في هذا الباب هو علم التنجيم والأبراج المحرم، وهو إعتقاد أن للنجوم تأثيرا في الحوادث الأرضية وقد خرج لنا اليوم في بعض القنوات الفضائية عدد من العرافين والكهنة والمنجمين، الذين يخبرون عن المستقبل بناء على البرج وتاريخ الميلاد، ويدخل في هذا الموضوع قراءة الكف وقراءة الفنجان والنظر في كرة الكريستال وغيرها من الوسائل، وقد ذكر أهل العلم أن من إعتقد أن النجوم مؤثرة بذاتها، وأنها تخلق شرا وخيرا فقد أشرك شركا أكبر مخرجا عن الملة، وكذا من إستدل بها على علم الغيب في المستقبل فقد أشرك أيضا شركا أكبر، لأن دعوى علم الغيب كفر. 

كما قال تعالى ” قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ” ومن هذا الباب، ما يقع في بعض الجرائد والمجلات تحت ما يسمى بالأبراج، فلا تجوز قراءته والنظر فيه ولو بقصد التسلي، فيا عباد الله فالقضية خطيرة جدا، والقضية ليست شهوات وفواحش، فالقضية إدعاء علم الغيب، فالقضية كفر أكبر يدخل في بيوتنا من خلال هذه القنوات الفاجرة الكافرة، وإذا كنا لا نعجب أن يصدر هذه الأفعال من السحرة الكفرة، فإننا نعجب والله للموحدين الذين درسوا التوحيد في مدراسنا في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية، كيف يصدقون مثل هذه الخزعبلات، ويتوهمون أن هناك من يعلم الغيب غير الله من هؤلاء الكهنة ؟ فيا عباد الله لعلنا نتساءل بعد هذا ما الواجب علينا تجاه هذا الأمر الخطير وهو أن أول واجب على كل مسلم، هو التعلق بالله تعالي دون ما سواه. 

وتمام التوكل عليه، فإذا أردت يا أخي الخير وزوال الشر، فتعلق برب العالمين الذي يقول ” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ” وليس الطلسم والحجاب الذي يقول لك الكاهن ضعه في فراشك أو في فراش إبنك سيفتح لك الأبواب، ولكن توكل على الله الذي يقول ” ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ” وإحذر كل الحذر من الذهاب للسحرة، سواء كان هذا الذهاب مباشرة، أو كان عبر الإتصال بهذه القنوات الكفرية، فقد جاءت النصوص الشرعية بتحريم الذهاب للعراف والساحر، أو تصديقه، فمن جاءه فقط لم تقبل لك صلاة أربعين يوما، كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” أما من جاءه وصدقه بما يقول فقد كفر بالدين كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى