ثقافةمقالات دينية

نفحات وتجليات رمضانية

نفحات وتجليات رمضانية

    الإعجاز القرٱني

بقلم د/ علوي القاضي

حاسة السمع والبصر

من إعجاز الله عز وجل أن خلق للإنسان خمسة حواس ، وخلق لكل حاسة وظيفة واحدة ، وجعل كل مدخلاتها منظمة ، حتى نستوعبها ونكون مسؤولين عن مخرجاتها ، فلاتعثر مايدخل في أذنك ، حتى لايتبعثر ما ينطق به لسانك ، فكلاهما يعكسان ما في داخلك فلا تطفي لمعة معدنك ، تريث في السمع قبل أن تطلق عنان اللسان فكلاهما يعكس ما في داخلك
من إعجاز القرٱن الكريم مطابقة ترتيب ذكر العين والأذن و السمع والبصر مع واقع خلق الله تعالى لهم في الإنسان في أحسن تقويم
ومن ذلك ذكرت كلمة السمع ومشتقاتها في القرآن الكريم (185) مرة ، بينما وردت كلمة البصر ومشتقاتها (148) مرة فقط
وحيثما وردت كلمة (السمع) في القرآن الكريم تعني دائما سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات ، بينما لم تعن كلمة البصر رؤية الضوء والأجسام والصور بالعينين إلا في 88 حالة فقط ، إذ إنها دلت في باقي المرات على التبصر العقلي والفكري بظواهر الكون والحياة أو بما يتلقاه المرء ويسمعه من آيات وأقوال.
وقد ترافقت كلمتا
السمع والبصر في (38) آية كريمة ، سبقت فيها كلمة السمع كلمة البصر.
ووردت مضاداتهما الصمم والعمى في 8 آيات فقط ، سبقت في معظمها كلمة (الصمم) كلمة (العمى)
وقد إشتمل القرٱن على أوجه للمطابقة :
– القرآن الكريم يفصل بين أداة الحس العين والأذن وقوة الإدراك السمع والبصر ، والعملية الحسية للسمع والبصر تتكون من أعضاء الإستقبال العين والأذن ومركز للسمع ومركز للإبصار في المخ
– العين والأذن تشيران إلى الأعضاء الحسية ، أما السمع والبصر فإنهما يشيران إلى معان حول العقل والفهم والتدبر أو الإدراك العاقل في كلام الله.
وما العين والأذن إلا أدوات لنقل الإشارات الحسية السمعية والبصرية إلى مراكز السمع والبصر في المخ
– العين تتقدم على (الأذن) في القرٱن ،
والعين تقع أمام الأذن في رأس الإنسان
– السمع يتقدم على البصر في القرٱن غالباً ، ومركز السمع يتقدم على مركز البصر داخل المخ
– و حاسة السمع تتم وتنضج خلقاً وتكويناً عند الجنين قبل حاسة البصر التي يتأخر إكتمالها ونضجها إلى ما بعد الولادة
– ومن المعلوم فيسيولوجيًا وتشريحياً أن (العصب البصري) يحتوي على أكثر من مليون ليفة عصبية بينما يحتوي العصب السمعي على ثلاثين ألف ليفة فقط
– كما أن من المعروف فيسيولوجيا أن ثلث عدد الأعصاب الحسية في الجسم هي أعصاب بصرية ، ولا يرد إلى الجسم من مجموع المعلومات الحسية عن طريق الجهاز السمعي أكثر من ١٢ ٪  ، بينما يرد إلى الجسم عن طريق الجهاز البصري حوالي  ٧٠ ٪  من المعلومات الحسية ، فكان ذلك مناسبا لتكوين (السمع) أولا في الجنين قبل (البصر) الذي يتأخر إكتماله ونضجه إلى ما بعد الولادة
– فكان الإعجاز القرٱني مطابقة كلام الله في ٱيات القرٱن ، لصنعة الله في خلق الإنسان
– السمع حاسة لا تنام ! ، فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً ، كل الحواس تنام ماعدا الأذن
فأنت إذا قربت يدك من شخص نائم لا يستيقظ
وإذا ملأت الغرفة عطرا أو حتى غازا ساماً ، فإنه يستنشقه دون أن يستيقظ ، ولكن إذا أحدثت صوتا عاليا ، فإنه يستيقظ من النوم
– السمع حاسة تعمل منذ الولادة ، وهي أداة الإستدعاء عند البعث
– وفي سورة الكهف يخبرنا ربنا جل جلاله بأن سبب نوم الفتية هذه السنين الطويلة ، هو أن الله سبحانه وتعالى ضرب على آذانهم
– وقد قدم الله تعالى السمع على البصر في الترتيب في عدة آيات ، مثل (صم بكم عمى فهم لايعقلون)
– والأذن هي الحاسة الوحيدة التي لا تستطيع أن تعطلها بإرادتك ، حتى لو وضعت يديك عليها فسيصلك الصوت
– حتى الميت في قبره يسمع قرع نعالنا !
فيا أخي الكريم نفسك أمانة ، وإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فاشغلها بسماع القرآن ، وقل خيرا أو أصمت ، واشغل لسانك بذكر الله والصلاة على الحبيب سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبييين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وكل عام وحضراتكم بخير.

نفحات وتجليات رمضانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى