ثقافةمقال

نفحات وتجليات رمضانية

جريدة الأضواء المصرية

نفحات وتجليات رمضانية

          الرحمة

بقلم د/علوي القاضي

كلمة الرحمة قد تكتب بالتاء المربوطة( رحمة ) ، وقد تكتب بالتاء المفتوحة (رحمت)
إذا ما الفرق بين (رحمت) الله
و (رحمة الله) ؟!
قد يظن البعض أنه خطأ إملائي ! ، أبدا ليس هناك خطأ على الإطلاق ، ولكن لأن لغتنا العربية مرنة وسهلة ومتنوعة فى المعانى والألفاظ لأنها لغة القرٱن ولغة أهل الجنة فاللفظ العربي يمكن تطويعه وإعطاءه معان أدق من المعنى الظاهري بالتنوين والتشكيل ، ومن ذلك كلمة (رحمة) فهي تكتب على وجهين ، ولكل وجه معنى وإستعمال
فالرحمة التي تأتي فيها التاء مفتوحة أو مبسوطة (رحمت) ، تعطي معنى أنها رحمة بسطت بعد قبضها وأتت بعد شدة ، ولذلك تكون دائمًا مضافة مباشرة للفظ الجلالة عز وجل لأن الله هو الباسط لرحمته
نحن نعلم أن المرأة في سن اليأس لاتستطيع على الإطلاق أن تحمل وتلد ، وهذه النواميس كونية ، ولكن بعد مرور السنين ، وتعدي الزوجة لسن اليأس ولاتستطيع أن تحمل وتلد ، تأتي البشرى لإبراهيمَ عليه السلام وزوجِه ، قال تعالى :
(قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ، عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُ، حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ) ، وهذا (فتح) بعد (قبض)
وكذلك تأتي رحمت الله إستجابة لدعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد ، قال تعالى :
(ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُ ، زَكَرِیَّاۤ) ، وهذا فتح بعد قبض
وقال تعالى :
(فَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ ءَاثَرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَیۡفَ یُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤۚ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ) ، وهذا فتح بعد قبض.
والتاء المبسوطة لها دلالة معنوية أيضا ، فهي تدل على إتساع قدرة الله ورحمتى وسعت كل شيء .
أما الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة هي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد
فالعابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة ، فهو يرجو رحمة ربه في الآخرة ألا وهي الجنة التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا ، وستفتح له يوم القيامة إن شاءالله
قال تعالى :
(أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤئِٕمࣰا یَحۡذَرُ الاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ) ، فهي رحمة مرجوة.
أو هي رحمة موعود بها كما في قوله تعالى : (فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِهِۦ فَسَیُدۡخِلُهُمۡ فِی رَحۡمَةࣲ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣲ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَیۡهِ صِرَ ٰ⁠طࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا) ، رحمة مرجوة
اللهم إنا نسألك أن نكون من أهل رحمتك بتائيها المبسوطة والمقبوضة
اللهم علمنا ما ينفعنا وعلمنا ماجهلنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وكل عام وحضراتكم بخير.
نفحات وتجليات رمضانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى