ظلال المنهج العادل للنبي المصطفي بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأربعاء الموافق 1 يناير 2025 الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد كان النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم لايردّ موجودا ولا يتكلف مفقودا فما قرّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعاما قط، إن إشتهاه أكله وإلا تركه، وكان يحب أكل الحلوى والعسل، وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج والحبارى والأرنب وطعام البحر.
وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر وغير ذلك، وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ، ولا يأكل متكئا وكان يسمي الله تعالى أول طعامه، ويحمده في آخره، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد” رواه الترمذي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب تنفس ثلاثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرأ “متفق عليه وكان من هديه المعتاد الشرب قاعدا، ويسمي بالله في أوله ويحمد الله في آخره، وفي ظلال المنهج العادل للنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم عادت الحقوق إلى أصحابها وعلم كل امرئ ما له وما عليه وشعر الناس مسلمهم وكافرهم بنزاهة القضاء وعدالة الأحكام.
بعد أن وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم نظاما رفيعا وسنة ماضية تقيم الحق وتقضي بالعدل منهج فيه النصرة للمظلوم والقهر للظالم الغشوم فلا الفقير يخشى من فوات حقه، ولا الغني يطمع في الحصول على ما ليس له ولا الشافعون يطمعون في درء حد من حدود الله تعالى ويشهد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيقول “ومن يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل” متفق عليه واللفظ لمسلم، ففي قصة المرأة المخزومية التي سرقت فقد إستعان أهلها بأسامة بن زيد رضي الله عنه كي يشفع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبل شفاعته وقال كلمة خلدها التاريخ “أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” متفق عليه.
وخوفا من تفويت حقوق البعض لاسيما في القضاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم “إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، أي أقدر على إظهار حجته، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها ” متفق عليه، ويقرّر النبي صلى الله عليه وسلم حقوق الضعفاء ويحذر الناس من بخسها فيقول ” إخوانكم خولكم، أي من يخدمونكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ” رواه البخاري ومسلم، ويقول أيضا ” إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه، أو ليناوله منه، فإنه هو الذي ولي حرّه ودخانه أي الذي باشر الطباخة متحملا الأذى الحاصل من الحرارة والدخان” رواه ابن ماجة.