مقال

الدكروري يكتب عن أعظم أسباب زيادة الإيمان

الدكروري يكتب عن أعظم أسباب زيادة الإيمان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 يوليو 2024

الحمد لله فتح بابه للطالبين وأظهر غناه للراغبين، وبسط يده للسائلين، قصدته الخلائق بحاجاتها فقضاها، وتوجهت له القلوب بلهفاتها فهداها، وضجت إليه أصوات ذوي الحاجات فسمعها، ووثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعها، وطمعت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها، بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار، لا ملجأ للعباد إلا إليه ولا معتمد إلا عليه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله به من الضلالة وبصر به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة ولمّ به بعد الشتات وأمّن به بعد الخوف فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر وسلم تسليما كثيرا.

ثم أما بعد اعلموا أن الفقه في الدين من أعظم أسباب زيادة الإيمان وتمام الأمانة، وأن مجانبة التقوى وإيثار الحياة الدنيا مِن أخطر أسباب نزع الأمانة وثبات الخيانة، فتفقهوا في الدين، واعملوا مخلصين لرب العالمين، على هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، تكونوا من أهل الأمانة وتحشروا يوم القيامة آمنين، والصلاة عند العبد أمانة لله، ائتمنه الله على طهارتها ووقتها، وكيفيتها ونيّتها وغير ذلك من أحكامها فهي شرط الإيمان، وعمود الدين الذي يقوم عليه ما له من بنيان، وهي آخر ما يفقد من الدين، وإذا فقد آخر الشيء صار فاقده من المعدمين فأقيموا الصلاة، وحافظوا على ما لها من الأركان، والواجبات والمستحبات، وحافظوا عليها في سائر الأوقات، وأدوها في المساجد مع الجماعات.

واعلموا أن الصلاة مكيال فمن وفى، وفى الله له، ومن طفف فقد سمعتم ما توعد الله به المطففين من الويل والنكال، وإن الزكاة من أعظم الأمانات، أوجبها الله في مال الغني للفقير، وجعلها من أسباب البركة والتزكية والتطهير، وكم فيها من تنفيس الكروب والتيسير والأجر الكبير، فأدوا الأمانة فيها فإنها آية الإيمان، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال “والصدقة برهان” وكذلكم فإن الصيام أمانة فإنه سر بين العبد وربه، فلا يطلع إلا الله على قصده إذ لو شاء الصائم لأبطل صيامه ولو بفساد نيّته، لكن يمنعه من ذلك ما في قلبه من تعظيم الله وخشيته، بل يصوم لله احتسابا، وهنيئا له بمغفرة الذنوب وبالجنة ثوابا، والغسل من الجنابة أمانة، وطهارة المرأة من الحيض والنفاس بعد الطهر أمانة.

فلا بد من أداء هذه الأمانة، بأداء الواجب فيها على وجه الديانة، وإلا كان ذلك فضيحة وندامة يوم القيامة، فاللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم لا تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا ميتا إلا رحمته، ولا مجاهدا فى سبيلك إلا نصرته ولا عدوا لدينك إلا دحرته، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأذل الشرك والمشركين وأهلك أعداءك أعداء الدين، وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى