
رسالة إلى نفس
بقلم
واثق الجلبي
لم أجد صنوا أحتاجُ إلى عرض رسالتي عليه كنفسي التي بدأت تنتهج نهجا لا يسير عليه عقلي ولا قلبي ولأني لا أحب الأنا وأبقى متواريا خلف الظلال فانا في رغد من العيش وبحبوحة فكرٍ مُتّسِع ، ربما لن تكون هذه الرسالة الوحيدة ولكنها ستفتح بابا للولوج إلى أعماق النفس البشرية التي ضاع في طريقها الكثير. قبسة أمل وشعاع فيض ومعرفة مكان وميزان زمان وإنسانٌ يكتب لنفسه وكأنما يكتب للناس جميعا.
لا أعرف من أين أبدأ ربما من نافذة مواربة أو من شباك يطل على الماضي او من كوّة المستقبل المتشتت أمام عينٍ لم تر أي شيء.
هل تصل مثل هكذا رسائل ؟
أم هي مُسجلة في النفس فتُحِب أن تظهر لتُري نفسها لنفسها ؟
لعل الروح مر بي وأيقظ مسامات اللغة فالناس تظن ان اللغة تموت كجنائن بابل الحية .
تحية حبٍ يا نفسي .. اذا كنتِ أسدا جائعا أو غزالة ضائعة أو ماردا يريد التخلص من قارورة سندباد ، مالك يا نفسي لم أشاهد لك تفاعلا منذ مدة ؟
لا تحنين لشيء .. لا تطربين بل حتى لا تبكين ؟
الثلج ينطِفُ من جمرك ، ونيرانك الخامدة تتناسل في الوريد .
ماذا تريدين ؟
رسالتي أبعثها مطحونة بــ(هيل) كالبرقِ يخترقني وأنت في داخلي ، ولا أمهر ملاحٍ يستطيع أن يحدد مكانك.
يسألني الناس عن أشخاص كثيرين ولا أعرف واحدا منهم ، فكيف أعرفك ؟ انت معي منذ الذر ولا أعرفك .. فمتى أعرفك ؟
لقد تنفستُ من غير هوائي وشربتُ من غير مائي فضاق صدري وتقرّنت هواجعي فمتى اعرفك ؟
كنتُ وما زلت أقول : يموت الإنسان وهو لا يعرف شيئا .. وها أنا أكررها .. اذا قرأت رسالتي أرجو أن تعيشيها كما عشتها وتردي عليها بأحسن منها أو مثلها.
ولك أن تستفتحيها بالرحمة التي زرعها الله تعالى في الأشياء أو في الحيرة التي أتجنبها منذُ الفتح الأول .
تلاقَي مع الروح وسَيفُـكُ قلبي شفرات الطوارق ، أنتِ مطيعة في أغلب الظروف إلا أنك تستنفرين قوتي لألعب ولألهو وربما لاعب فقد عقله ولات حين مناص.