قراءات نقدية

دراسة أسلوبيه لتعالق ضمير الخطاب والفعل لقصيدة مروان كوجر خبئيني

جريدة الأضواء المصرية

دراسة أسلوبيه لتعالق ضمير الخطاب والفعل لقصيدة مروان كوجر خبئيني

قصيدة “خبِّئيني” للدكتور مروان كوجر تنتمي إلى الشعر المعاصر الذي يحمل بعدًا وجدانيًا ووطنيًا وإنسانيًا عميقًا، ويتخذ من الأسلوب الإنشائي الندائي والعاطفي وسيلة للتعبير عن الألم، والحنين، والتمرد على واقعٍ مضطرب. دراسة أسلوب تعالق ضمير الخطاب والفعل فيها تُظهر جوانب بلاغية ودلالية مهمّة.

أولًا: ضمير الخطاب

القصيدة تعتمد بشكل أساسي على ضمير المخاطب “أنتِ” (في “خبّئيني”، “انقذيني”، “جفّفي”، “ارفقي”، “اسعدينا”) مما يعكس توجّهًا مباشرًا نحو المخاطبة، وغالبًا ما يُفهم أن هذا “الخطاب” موجه إلى:

المرأة، كرمز للدفء، الحنان، والحماية في المطلع العاطفي للقصيدة.

الأرض/الوطن/فلسطين، في الجزء السياسي، خاصة عند استخدام أفعال مثل “جفّفي يا أرض”، “ارفقي يا أرض”.

ثانيًا: تعالق الفعل مع الضمير

نلاحظ أن معظم الأفعال الواردة جاءت بصيغة فعل الأمر (خبّئيني، انقذيني، جفّفي، اغدقيني، انزعي…)، مما يشي بأسلوب الابتهال والاستغاثة، وهو ما يُضفي على النصّ طابعًا دراميًا. هذا التعالق بين ضمير الخطاب الأنثوي والفعل يعطي القصيدة:

1. وظيفة إنشائية تعبيرية: حيث يحمل كل فعل أمر نداءً داخليًا بالنجاة والخلاص.

2. طاقة إيحائية: عبر تكرار الأفعال المرتبطة بالأنثى (المرأة/الأرض/الأم)، كأن الشاعر يبحث في كل مرة عن خيمة تحميه من هذا العراء.

ثالثًا: الثنائية الأسلوبية

القصيدة تُمزج بين:

الوجداني والعاطفي (في البداية): “لؤلؤتي”، “أغرقيني”، “أرتديني”.

السياسي المقاوم (في القسم الثاني): “يعفر الأقصى”، “سارقًا للأرض”، “ذبحتينا بسهمٍ ذو سنان”.

وهنا يتعالق الضمير (أنتِ) مع الفعل ليُحدث انزياحًا دلاليًا: فالمخاطب (المرأة) يتحول إلى الوطن، ما يجعل الخطاب شعريًا منفتحًا على التأويل.

رابعًا: الخاتمة ودعوة النهوض

في النهاية، يتحول الفعل نحو ضمير الجمع: “أمتي قومي”، “اجمعينا”، مما يعكس الانتقال من الخطاب الفردي إلى الجماعي، في نداء جماعي للتحرر والنهوض، وهو تحول لافت في البنية الخطابية.

مروان كوجر هو شاعر وكاتب سوري من مدينة القامشلي، يُلقب بـ”السفير” تقديرًا لإسهاماته الأدبية والثقافية. يُعرف بكتاباته الشعرية التي تعبر عن الحب، الشوق، والوجد، وقد نشر العديد من القصائد في مجلات أدبية ومواقع إلكترونية. من أبرز أعماله قصيدته “في بحر عينيك” التي نُشرت في مدونة “مليون شاعر وشاعرة مصرية وعربية” .

بالإضافة إلى نشاطه الأدبي، يُعتبر مروان كوجر عضوًا في “جامعة ملوك الحرف النقدية”، وهي مؤسسة ثقافية تهدف إلى تعزيز الثقافة والأدب العربي من خلال إقامة المؤتمرات الثقافية والندوات الأدبية والأمسيات الشعرية .

معلومات ذكاء اصطناعي بتصرف ربا رباعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى