
“أثر الغياب في قلب الفقد”
بقلم ربا رباعي- الاردن
في القلبِ موتٌ لا يُدركه الزمانُ
وليسَ الفقدُ إلا معركةً بلا أمانُ
نغادرُ الأماكنَ ولا نغادرُها
لكنَّ الذكرى فينا تُحفرُ، وتصرخُ الأمانُ
كيفَ لنا أن ننساهم وهم فينا
يُضيءون الحياةَ، ويغسلوننا بسلام
كلما لامسَ القلبُ نبضَ الوجعِ
زادَ الصوتُ فينا، يهمسُ: “الزمنُ لم يكتملْ”
فالموتُ ليس فناءً، بل أن يُسرقَ الضوء
وتفقدُ العيونُ لمعةَ الحياةِ،
ويمرُّ المكانُ بلا إحساسٍ
كأنَّ الغيابَ يصرخُ فينا بصمتٍ مُمِيت
وكأنَّ قلوبنا صارت بيتاً للريحِ.
حين يغيبُ الأحبةُ، نُشَيّعُهم بأيدينا
لكنَّ الرحيلَ يأخذُ منّا شيئاً
لا يُستعادُ، ولا يُعوضُ
إلا في الحنينِ الذي يُستباحُهُ الحزنُ.
اللهم ارحم أرواحًا لم تعد بيننا
واجعلها في رياضٍ، تُضيء لنا الطريقَ
ولقلوبنا شفاءٌ لا يَغادرُها الجرحُ
حين يقرعُ الزمنُ أبوابَ الذكرى واللوعةِ.
فالفقدُ لا يرحمُ، بل يخلِّفُ فينا شوقًا
وإذا ضاقت الروحُ، وسكتَ الكلامُ
نعودُ نكتبُ الحزنَ كأنه شيءٌ
مِن ألفِ قصيدةٍ أو دمعةٍ أضاعت الأملَ.