
صناعة الأمل
بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس إدارة والمشرف العام
بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس إدارة والمشرف العام على الموقع
كلا منا يعيش علي أمل لتحقيق ما يخطط له محاولا التغلب علي جميع الصعوبات والتحديات التي يواجهها
ولكن إذا نظرنا إلى واقع الناس نجد أكثرهم لا يجيدون الحديث إلا عن واقع مرير وفي نفس الوقت نجد القليلون منهم من يصنع الأمل ويبث روح التفاؤل لدي الآخرين فيضئ شمعة في وسط ظلام حالك
الجميع أصبحوا يتحدثون عن النقد الذاتي دون تقديم العلاج الشافي فيسقطون الهمم بل يظنون أنهم يحسنون صنعا
صار الجميع ماهرون في نشر صور القهر والهوان دون أن يتركوا للآخرين فرصة لبناء دعائم الأمل وتحقيقة
فصناعة الأمل هي مسؤولية فردية ومجتمعية وإذا تركنا أنفسنا لليأس سيقتلنا مرات ومرات فماذا يمنعنا جميعا أن نعيش علي أمل يروي حياتنا
والأمل صناعة إيمانية ولنا في القرآن الكريم القدوة في ذلك فهذا نبي الله يعقوب عليه السلام إذ وجد في القميص ريح يوسف الصديق عليه السلام فلم ينقطع عنه الأمل في اللقاء بعد فراق أعوام وأعوام
(عسي الله أن يأتيني بهم جميعا)
وهذا نبي الله نوح عليه السلام دعي قومه الف عام الا خمسين علي أمل أن يستجيبوا لنداء الايمان بالله
ومانبي الله يونس عليه السلام إذ ألقي في بطن الحوت في ظلمات ثلاث فظل يذكر ويسبح ربه فنجاه الله مما هو فيه
ونبي الله أيوب عليه السلام إذ أبتلي بالمرض وفقد الأموال والأولاد ولم يفقد أمله بالله حتي شفي وانعم الله عليه بالمال والاولاد
وأخيراً خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وفي غزوة الخندق ومع زلزلة القلوب وتربص الأعداء وسطوة البرد والخوف كان يبشر أصحابه بالفتح والنصر المبين
فالأمل في غد مشرق وأيام قادمة تحمل معها الخير يعين الشعوب علي تحمل المشاق والصدمات بل يجعلها تحب الحياة وتحرص عليها
فصناعة الأمل لايقوم بها إلا ذو نفس كبيرة من المصلحين والزعماء والدعاة بل هي في الأساس صناعة الأنبياء والمرسلين
حيث واجهوا مذاهب وفلسفيات قتلت الأمل في النفوس وأغلقت هامات الرجاء في مستقبل أفضل
فالأمل أن يحسن الإنسان منا الظن بالله وأن يعيش وفي داخله شعور بأن بعد العسر يسرا وبعد الهموم فرجا وبعد الحزن فرحا وأن نطرد اليأس من حياتنا فإنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
وكلما اشتدت الأزمات وإنتشر اليأس في النفوس وغاب عن الناس الأمل يظهر فرسان يحملون شعلة الأمل في غد مشرق ينثرون حباته لينبت أشجارا من عمل يوزعون طاقات من نور بفجر قريب