مقال

ليس بالطويل البائن ولا بالقصير

جريدة الأضواء المصرية

ليس بالطويل البائن ولا بالقصير
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والشكر له على ما أولانا من واسع كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدى من هدى بفضله، وأضل من أضل بحكمته وعدله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من جميع خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وصحبته، وسلم تسليما ثم أما بعد لقد كان رسول الله نخند صلى الله عليه وسلم معتدل القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، ولم تكن بشرته شديدة البياض ولم يكن أسمر بل كان بياضه إلى السمرة مشربا بحمرة، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، وكان في وجهه تدوير، شديد سواد العينين طويل أهدابهما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر حسن الصوت، وكان كثيف اللحية أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر.

وعن السائب رضي الله عنه قال ” نظرت إلى الخاتم بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو مثل زر الحجلة “أي أن الخاتم في ظهره الشريف قطعة لحم ظاهرة قدر بيضة الحمامة، وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنه قال “ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسما” رواه أحمد، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم” رواه البخاري ومسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان يتكلم بكلام مفصل ليس بهذ مسرع لا يحفظ، ولا منقطع تتخلله السكتات.

فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه ” رواه أبو داود “وكان يتكلم بكلام بيّن يحفظه من جلس إليه” رواه البخاري ومسلم “وكان ربما يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه” رواه البخاري، وكان النبي صلي الله عليه وسلم أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها وكان صلي الله عليه وسلم يمشي حافيا ومنتعلا، وكان إذا مشى لم يلتفت، وكان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان، وعن أبي الطفيل رضي الله عنه “وكان آخر من مات من الصحابة” قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، رأيته أبيض مليح الوجه” رواه مسلم، فعن البراء رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير” رواه البخاري،

وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سرّ إستنار وجهه كأنه قطعة قمر” متفق عليه، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى” رواه مسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أقرب عباد الله إلى الله وأزكاهم عنده، وهو الذي سبق إلى كل خير واقترب من كل فضل، وكان يوصي أصحابه ومن بعدهم بالظن الحسن بالله عز وجل، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى