ثقافة

ليلى عز العرب… سفيرة الإلهام بـ”مشروع حلم”: حضور بيشبه المعجزة، وندوة قلبت الموازين

جريدة الأضواء المصرية

ليلى عز العرب… سفيرة الإلهام بـ”مشروع حلم”: حضور بيشبه المعجزة، وندوة قلبت الموازين!

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

بطلّتها الملوكيّة وحضورها الآسر، سحرت النجمة العالمية ليلى عز العرب قلوب الحاضرين بـ الندوة الفنيّة والطبيّة “مشروع حلم”، يلي انعقدت تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية ممثلة بـ معالي الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو، وبتنظيم راقٍ من المجلس الأعلى للثقافة بإشراف الأمين العام الدكتور أشرف العزازي، وبشراكة فنية مبدعة مع شركة لومينوس للإنتاج الفني، وضمن مظلة مبادرة طاقة مش إعاقة… كلّ كلمة نطقتها، وكلّ نظرة من عيونها كانت رسالة أمل، ورسالة حياة، ورسالة فنّ مش عادي.

ما كانت بس ضيفة، كانت حالة. حالة من الفن والوعي والنبل، لدرجة إنّك تحسّ إنّها مش بس ممثلة قديرة، بل صوت بينادي من جوّا الضمير الجمعي، صوت بيصرّخ “الحلم مش بس ممكن، الحلم لازم يتحقّق!”. وبهالندوة يلي جمعت فنانين، أطباء، إعلاميين، ومهتمين بالشأن الإنساني، لمع وهج ليلى عز العرب متل نجمة بتنور عتمة، وبتدلّ الناس على الطريق.

وجودها على المسرح ما كان مجرّد لحظة، كان لحظة مكسّرة للحدود، بين الفنّ والطبّ، بين الحلم والواقع، بين الإعاقة والطاقة. وبلباقتها المعتادة، وذوقها الرفيع، حوّلت المايكروفون لمنبر بيحمل قضايا الناس، وخصوصًا أصحاب الهمم، وبيوصلها بطريقة راقية، لا درامية ولا تجارية، بل واقعية وإنسانية بامتياز.

الندوة، يلي كانت برعاية وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، شكّلت منصة للتكامل بين الفكر الفني والطبي، و”مشروع حلم” ما كان بس عنوان، بل حالة نادرة من التعاون الوطني العميق، جمعت كل الجهات الفاعلة لأجل هدف واحد: نخلّي من الحلم واقع، ونحوّل الإعاقة لطاقة، والطاقة لمسيرة نجاح. وضمن هالإطار، كان ظهور ليلى عز العرب متل التاج على هالحدث، كأنها وردة نادرة انزرعت بحديقة التغيير.

حكت عن التحدي، عن الوعي، عن المجتمع يلي لازم يفتح حضنو للكل، وحكيتنا. قالت إنّ الفن مسؤولية، مش بس تسلية، وإنّه من واجب الفنان يكون صوت للناس يلي ما عندها صوت. وبكل محبة وإحساس، فتحت قلبها للحضور، وشاركت تجاربها وإنجازاتها، ما كرمز نسائي بس، بل كرائدة حقيقية بالفكر والتأثير.

كلماتها ما كانت محفوظة ولا مصطنعة، كانت طالعة من القلب، ووصلت للقلوب وكأنها تريد أن تقول . “كل واحد فينا مشروع حلم، وكل حلم بحاجة لفرصة، وكل فرصة بحاجة لدعم… وهادا بالزبط يلي بيعملوه القائمين عالندوة، بيخلقوا مساحة، بيكسروا الحواجز، وبيفتحوا شبابيك الأمل”. وكل كلمة منها، كانت تشعل تصفيق صادق، من قلوب ناس عطشانة للصدق، للوعي، وللأمل الحقيقي.

بإطلالة أنيقة، وعينين بيحكوا مليون حكاية، خطفت الأضواء، بس مش لحالها… خطفتها لمصلحة القضايا يلي عم تدافع عنها، وسلّطت الضوء على المبادرات يلي بتستحق تسليط ضو، خصوصًا “مبادرة طاقة مش إعاقة” يلي بتتحدى المفاهيم القديمة، وبتزرع فكر جديد، بيشوف الإنسان قبل ما يشوف حالته.

هالحدث التاريخي، ما كان ليكتمل بدون شركاء النجاح، وعلى رأسهم شركة لومينوس للإنتاج الفني، يلي عم ترسّخ حضورها القوي بميادين المسؤولية الاجتماعية، وعم تعمل من الفن مش بس وسيلة للترفيه، بل أداة للتغيير المجتمعي الحقيقي. وكمان، المبادرة ما كانت لتوصل للناس وتوصل صوتها، لو ما في احتضان رسمي من وزارة الثقافة ورؤية عميقة من المجلس الأعلى للثقافة، يلي عم يثبتوا إنّ الدولة فعلاً قادرة تكون شريكة بالحلم.

أما ليلى عز العرب، فهي مش بس ممثلة ناجحة، ولا بس فنانة بمسيرة عظيمة، هي بصمة. هي مدرسة قائمة بذاتها. كل مرة بتشارك فيها بمبادرة، بتحوّل الموقف لمحور حوار، وبتخلي الحضور يفيقوا من روتين يومهم، ويرجعوا يآمنوا بالقوة يلي جواتن. هيدا النوع من النجوم مش بيتكرر، وظهورها بالندوة كان بمثابة صدمة إيجابية، خلت الكل يعيد النظر بكيفية تعاطيه مع مفهوم “الإعاقة”، وشو يعني فعلاً إنّك تحلم.

بختام الندوة، ومع تصفيق حاد وحضور واقف بيحيّيها، غادرت ليلى المسرح، بس ضلّ حضورها مغروس بكل زاوية، بكل دمعة أمل، وبكل نية تغيير. تركت رسالة، بصوتها، بحضورها، وبحبها الكبير لكل إنسان قرر ينهض، ويقول: “أنا مش حالتي، أنا حلمي، وأنا قادر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى