مقال

كيف تحقق عملية التربية أهدافها

جريدة الأضواء المصرية

كيف تحقق عملية التربية أهدافها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة.

ولكي تحقق عملية التربية أهدافها ونرى نتاجها لابد من معرفة منهج الإسلام في التربية، وما هي جوانب التربية؟ والحقيقة أن للتربية جوانب عديدة، والإسلام لم يقتصر فيها على جوانب العبادة والأخلاق، بل إمتد ليشمل الجانب العقلي والإجتماعي والبدني، فهدف الإسلام أن يخرج طفلا سويا ينمو عقله مع جسده، وتنمو كذلك أخلاقه مع علاقاته الاجتماعية، ومن هذه التربية هي التربية الإيمانية العبادية، وتكون هذه التربية بتوجيه عواطف الطفل ومشاعره نحو حب الله تعالي وحب رسوله المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك نزرع في قلوبهم الخوف من الله تعالي لأن الحب يؤدي إلى طاعة الله، والخوف يؤدي إلى البعد عن المعاصي والذنوب، ونحدثه عن الجنة والنار، فغالبا ما يستهوي الأولاد هذه الحكايات.

ونخبرهم أن محبتنا لله تعالي تنشأ من إحتياجنا إليه نحن وآبائنا، فكل شيء بيده سبحانه وتعالى، وهذا ما يدفعنا أيضا نحو شكره على نعمه، ويعمل المربي على غرس الإيمان الحقيقي في نفوس الأطفال الذي هو سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونأخذ بيد الطفل إلى العبادة بالتدريج، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعود الطفل على الصلاة وهو في السابعة من عمره، ونضربه على التخلف عنها في العاشرة، ونعوده على الصدقة بأن نعطي له الصدقة ليضعها مثلا في صندوق المسجد المخصص للصدقات والزكاة، وكذلك الصوم وكان الصحابة رضوان الله عليه يعلمون أبناءهم الصوم ويعطونهم ما يلعبون به لينسوا الطعام وذلك ليتدربوا على الصيام، وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال. 

وكما أن من أنواع التربية هي التربية البدنية، والمقصود بالتربية البدنية هي الإعتناء بالجسم وذلك ليكون سليما، فبالإضافة إلى الإهتمام بالعضلات وبالحواس، يجب الإهتمام أيضا بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والإنفعالات، حيث يراعي الإسلام أمرين هامين، هما مراعاة الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيد والمسكن الصحي، والراحة والنوم الجيد والحصانة من الأمراض، وتوفير الطاقة الحيوية اللازمة لتحقيق أهداف الحياة، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله، ولا بد من تعوديه على ممارسة الرياضة كالعدو والسباحة والرمي وركوب الخيل وغيرها، لما لها من أهمية في بناء جسد الفرد.

وقد أجاز النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد من كانت له قدرة على الرمي وهو ما زال فتى يانعا، وكذلك أجاز من صرعه، وذلك يدل على أهمية بناء البدن، وأوصى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل، ولا يخفى على أحد ما في السباحة من تكوين وبناء لعضل

ات الإنسان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى