أخبار الفن

بعزّ المجد العالمي، وبصوت بيشبه نَفَس السينما الحقيقي، عمر الجمل بيرجع وبقوّة من بوابة هوليوود… من شوارع كاليفورنيا، لقلوب الملايين

جريدة الأضواء المصرية

بعزّ المجد العالمي، وبصوت بيشبه نَفَس السينما الحقيقي، عمر الجمل بيرجع وبقوّة من بوابة هوليوود… من شوارع كاليفورنيا، لقلوب الملايين

حوار الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

بعيون مشبعة بشغف الفن ووجع الغربة، وبخطوات بتعرف تمامًا معنى الحلم لما يركض أسرع من الزمن، النجم المصري الأميركي عمر الجمل انتهى رسميًا من تصوير فيلمه الجديد “ذهاب وعودة (Round Trip)” للمخرج العبقري ياسر نبيل، وبلبلة حقيقية عم تِخلق حوالين هالعمل، لأنّه مش بس فيلم… هيدي تجربة نفسية-فكرية بتشبه صرخة طويلة بيصرخها الإنسان وقت يضيع بين الواجب والرغبة، بين الوطن والمنفى، بين الصدق اللي جوّاته والكذب اللي عم يضطر يتخبّى فيه. ومن قلب كاليفورنيا، المكان اللي فيه الشمس عم تسطع بس العيون عم تغرق، وبين صالات التصوير يلي تحوّلت لمرآة كبيرة لكل وجع عربي انزرع بالمنفى، خلق عمر الجمل شخصية “عمر” يلي عم يسافر مع زوجته المريضة على لوس أنجلوس، وعم يفتّش عَ علاج بجسد ليلى، بس يمكن العلاج الحقيقي لازم يبلّش من قلبه.

فيلم “ذهاب وعودة”… مش بس عنوان، هو مرآة روح رايحة وراجعة بين الأحلام والتشققات العاطفية

بين كواليس الفيلم، ما كانت الكاميرا بس عم توثّق مشاهد، كانت عم تزرع وجع، عم تسرق لحظات من واقع نحنا يمكن منعرفه، بس منخاف نواجهه. القصة يلي كتبها وأخرجها ياسر نبيل بعناية جراح، عم تتناول رجل مصري عم يعيش بأمريكا، بيفتش ع علاج لزوجته، بس بيكتشف إنو المرض الحقيقي أعمق من هيك… مرض البرودة العاطفية، الغربة الداخلية، والضياع يلي بيغلف حتى أنجح الناس. “عمر” بيلتقي بـ”روكسي”، امرأة أمريكية بتمثل الإغراء، الحنان، والسؤال الكبير: مين أنا بعيدًا عن كل شي المفروض كون عليه؟ وهون، بياخدنا الفيلم بجولة رايحة وراجعة، ما بين ماضي عمر، حاضر ليلى، ومستقبل الكل، اللي مهدّد يتفكّك بلحظة ضعف.

كاست تمثيلي بيشبه لوحة زيتية، بين ماريا توما، إڤرام عوض، نارمر حنا، وليال سيريانى… وجاذبية عمر الجمل

ما فيك تطلع من الفيلم من دون ما توقف عند أداء عمر الجمل يلي بيلعب الدور الرئيسي، مش كممثل، بل ككائن فنيّ عم يذوب بالحالة. وبجنبه، ماريا توما وإڤرام عوض ونارمر حنا وليال سيريانى، مجموعة ممثلين قدروا يرسموا كل تفصيلة بشخصياتهم بلون، ويدخلوا عقل المشاهد كأنهم بيته التاني. التمثيل بهالعمل مش مجرد مشهد وانفعال، التمثيل صار كأنّه رسالة حب مؤلمة للحياة، للحقيقة، وللقرارات يلي فينا نندم عليها بس ما فينا نمحيها.

ياسر نبيل… توقيع إخراجي بيحفر، وبيجرّح، وبيحضّن

مش أول مرة ياسر نبيل يبرهن إنو من طينة المخرجين يلي بيشوفوا الكاميرا مش آلة، بل عين داخلية بتكشف الحقيقة. ولكن بهالعمل، عملها بشكل متوحّش – جريء – وهادئ بنفس الوقت. صور لوس أنجلوس ما كانت مجرد خلفية، كانت بطل إضافي. المدينة نفسها كانت مثل وحش ناعم، بياكلك بدون ما تحس، وبترجع تبوسك إذا بكيت. الإخراج بهالفيلم خلّى كل مشهد يوجع، كل نظرة تسأل، وكل سكوت يدوّي.

من السينما الأميركية للقلوب العربية… عمر الجمل نجم عم يتسلّق المجد بذكاء، وبرؤية ثنائية الثقافة

لما نحكي عن عمر الجمل، ما فينا نحكي بس عن ممثل ناجح، نحنا عم نحكي عن “مشروع فنّي” عالمي. هو الشاب المصري يلي حلم، وتعلّم، وتعب، ووقف بأدوار عالمية مثل SEAL Team، Sudden، Wrong Reasons، The Exile Road، وكمان تألق بأعمال مصرية مثل حب عمري، تفتيش، وأصل الحكاية. المزج بين ثقافتين عطاه نكهة نادرة، وخلّاه دايمًا حاضر بقوة، بس من دون ما يصرخ. بيقنعك بمشهد، وبيخلّيك تحس إنّك شايف حالك فيه، حتى لو كنت بآخر الدنيا.

الفيلم اليوم بمرحلة ما بعد الإنتاج… والسجادة الحمراء ناطرة صرخة عمر

المخرج ياسر نبيل حاليًا عم يحضّر للمرحلة الأخيرة من عملية المونتاج والتصحيح اللوني والمكساج، وكل التفاصيل الدقيقة يلي رح تجهّز “ذهاب وعودة” ليطير عاليًا نحو أهم المهرجانات السينمائية بالعالم. واللي أكيد، هالفيلم مش رح يكون مجرد مشاركة، بل تحدي. لأنه ببساطة، فيه روح، فيه دم، وفيه وجع الناس يلي بيحاولوا يضلوا واقفين بالرغم من كل شي. فيه كل شيء ممكن يجعل من عمر الجمل مش بس نجم، بل أيقونة.

خاتمة ما بتشبه وداع… لأنّ “عمر الجمل” بعده بالبداية، والبداية نار

إذا بدك تسأل عن مستقبل السينما العربية بالخارج، اسأل عن عمر الجمل. إذا بدك تعرف كيف الإنسان بيحمل وطنه بصوته، وبنبرته، وبلحظة صمت، اسأل عن عمر الجمل. وإذا بدك تشوف فيلم رح يخليك تبكي، تتنفس، وتواجه حالك… احجز مكانك من هلّق لفيلم “ذهاب وعودة”. لأنّه ببساطة، هالعمل مش رجعة من السفر… هيدي رجعة للذات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى