مقال

الشرك لا يترك التوحيد يصفو

جريدة الأضواء المصرية

الشرك لا يترك التوحيد يصفو
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد إننا اليوم نواجه حملة شرسة ضد الإسلام وتعاليمه، فلم يعد الحرب اليوم بالتحذير من الإسلام والتشهير به وأنه دين إرهاب وترويع لا، لقد سلك الأعداء حربا من نوع آخر، ونحو منحا آخر لحرب الإٍسلام، إنه تمييع الدين وتمييع أحكامه وتمييع أدلته الواضحة من الكتاب والسنة، فما الحرج في أن تتبرج المرأة وتظهر للناس بأحلى حلة وأبهى زينة وتخرج من البيت كي ما تشاء بلا إذن من الزوج لكن المهم أن لا تدع الصلاة.

وما الحرج في أن تشارك الفتاة في الموسيقى المحرمة وتشترك في الإختلاط المحرم لكن المهم أن تصوم وهكذا يؤخذون من الدين ما يوافق عقولهم ويردون ما لم يتوافق مع عقولهم وشهواتهم وصدق الله العظيم إذ يقول تعالي” يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ” وإن من الأسباب والموانع التي أردت بالمعرضين هو التكبر، فهذا رجل ترك الإستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبرا، فانظر ما حدث له، فيروي سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال “كل بيمينك” قال لا أستطيع، قال “لا استطعت” ما منعه إلا الكبر، قال فما رفعها إلى فيه” رواه مسلم

وقديما تكبر قوم فرعون فقالوا ” أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ” ومنها الحسد فهو الذي منع اليهود من الاستجابة للإسلام، ومنها التعصب والتقليد الأعمى للآباء، وهو من أقبح موانع الاستجابة، ومنها إتباع الهوى، حيث قال الله تعالى موضحا علة عدم إستجابة الكفار للرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم ” فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ” فالهوى ضلال عن الهدى، حيث قال تعالي ” ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ” ومنها الخوف، فكم من الناس يعرف الحق ويوقن به، لكن يمنعه من الإستجابة له الخوف على النفس أو الأهل أو المصالح وهذا مما منع أهل قريش أن يستجيبوا، وإن من شؤم الإعراض وترك الإستجابة أن الله يحول بين المعرض وقلبه، أي إن تركتم الإستجابة لله ورسوله.

عاقبكم بأن يحول بينكم وبين قلوبكم فلا تقدرون على الإستجابة بعد ذلك، والمعرض عن الإستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم رافض بحاله دخول الجنة، فقالها صلى الله عليه وسلم “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال صلى الله عليه وسلم “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى” رواه البخاري، ولأن الجزاء من جنس العمل جعل الله عقوبة المعرضين عن الإستجابة طواعية في الدنيا الإجبار عليها في الآخرة، فقال الله تعالى مخاطبا منكري البعث ” يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ” فتستجيبون بحمده، أي تقومون كلكم إجابة لأمره وطاعة لإرادته، بل سيودون الإستجابة فلا يستطيعون.

قال صلى الله عليه وسلم “يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا” متفق عليه، مصداق ذلك قوله تعالى كما جاء في سورة القلم ” يوم يكشف عن ساق ويدعون إلي السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقم ذلة وقد كانوا يدعون إلي السجود وهم سالمون “

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى