في ظل الأحداث الراهنة وتداعيات الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ومع ما تشهده المنطقة من تحديات جسيمة تمس الأمن القومي العربي والمصري، يُعلن الاتحاد العام للجالية المصرية بفرنسا عن تضامنه الكامل مع بيان وزارة الخارجية المصرية الصادر بشأن ما يُعرف بـ”قافلة الصمود”.
ويؤكد الاتحاد أن جمهورية مصر العربية، بتاريخها العريق وبمواقفها الثابتة، لم ولن تتخلى يومًا عن مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، تلك القضية التي تُمثل جوهر النضال العربي، ومحورًا أساسيًا من ثوابت السياسة المصرية.
لقد ظلت مصر، قيادةً وشعبًا، الحاضن والداعم الأول لأبناء غزة، وتحمّلت على مدار عقود أعباءً ضخمة، سياسية وإنسانية وأمنية، دفاعًا عن القضية، وصونًا لكرامة الشعب الفلسطيني، ووقوفًا أمام كل محاولات تصفيتها.
وفي هذا السياق، يؤكد الاتحاد دعمه الكامل لكل جهد إنساني صادق، ولكل قافلة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن أهلنا في غزة، شريطة أن يتم ذلك في إطار احترام سيادة الدولة المصرية، وقوانينها، وإجراءاتها السيادية المنظمة للحدود والمعابر، دون مزايدات أو توظيف سياسي.
إن الاتحاد العام للجالية المصرية بفرنسا، وهو جزء أصيل من نسيج الوطن في المهجر، يؤمن أن دعم غزة لا يكون بالشعارات الرنانة أو عبر محاولات الالتفاف على هيبة الدولة، وإنما بالعمل المنسق، الواعي، المتزن، والذي يُراعي المصالح العليا للدولة المصرية، ويصون أمنها القومي، ويدعم جهودها الحثيثة في التهدئة، وتقديم الإغاثة، وإعادة الإعمار.
كما يشدد الاتحاد على أن أي تحرك على الأرض يجب أن يُنسق بالكامل مع الجهات المصرية المعنية، احترامًا لدورها المحوري، وثقة في حكمة قيادتها، التي تتحرك دومًا وفق رؤية استراتيجية شاملة توازن بين الدعم الثابت لغزة، والحفاظ على استقرار الدولة المصرية وأمنها الوطني.
وفي الختام، يعيد الاتحاد تأكيده أن مصر لم ولن تترك غزة وحدها، وأن القضية الفلسطينية ستظل دائمًا في قلب الأمة، وضمن أولويات الدولة المصرية، التي لا تزايد، ولا تتاجر، بل تعمل في صمت وبعزم، دفاعًا عن الحق، ودرءًا للدم، وسعيًا للسلام العادل والدائم.
رحم الله شهداء فلسطين، وشفى الله جرحاهم، وحفظ الله مصر وشعبها وقيادتها من كل سوء.