مقال

الدكروري يكتب عن إن الفجار لفى جحيم

الدكروري يكتب عن إن الفجار لفى جحيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد توعد الله عز وجل أهل الضلال والفجور بالشقاء في الآخرة، فقال تعالى ” وإن الفجار لفى جحيم” وقد يسمع الإنسان، ويرى ما يصيب كثيرا من أهل الدنيا من المصائب، وما ينال كثيرا من الكفار، والفجار الظلمة في الدنيا من الرئاسة والمال عندهم الهيمنة، وعندهم الاختراعات، وعندهم فائض المال ونحوه، حتى إنهم ربما رموا بعض محاصيلهم في البحار كي لا ترخص أسعارها فيعتقد المسلم في بادئ الأمر أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا للكفار والفجار، وأن المؤمنين حظهم من الدنيا قليل وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة في الدنيا تستقر للكفار والمنافقين والظالمين فإذا سمع قول الله عز وجل ” ولله العزة ولرسوله والمؤمنين” وقوله تعالى ” وإن جندنا لهم الغالبون” وفوله تعالى ” كتب الله لأغلبن أنا ورسلى ”

 

وقوله تعالى ” والعاقبة للمتقين” وغيرها قال إن هذه تجعل للمؤمنين في الآخرة، وأما في الدنيا فلا سبيل للمؤمنين إليها فهي للكفار الغلبة والعلو، ويتأكد هذا الظن إذا قامت دولة الأعداء من الكفار والمنافقين الظالمين، فيرى بعض المسلمين أن صاحب الباطل قد على صاحب الحق، فيقول أنا على الحق وأنا مغلوب فصاحب الحق في هذا الدنيا مغلوب مقهور فإذا ذكرته بوعد الله للمتقين من حسن العاقبة قال هذا في الآخرة فقط، ويعتقد كثير من المسلمين أن الله عز وجل لا يؤيد أصحاب الدين في الدنيا ولا ينصرهم في الدنيا وإنما كل النصر في الآخرة وكل المجازات في الآخرة وكل العوض في الآخرة، وأن الله لا يجعل العاقبة للمسلمين في الدنيا أبدا هذا الظن يأتي الآن تحت مطارق ما يحدث، من الأحداث الملمة.

 

التي فيها إذلال للمسلمين وعزة للكافرين في الظاهر بل يظنون أن صاحب الحق لا بد أن يعيش عمره مظلوما مقهورا مغلوبا مع أنه يقوم بأمر الله ويأتمر بأمره، ويترك النواهي التي نهي عنها، فلا إله إلا الله كم فسد بهذا الاغترار من الناس، وكم ضاعت تصورات صحيحة للدين بسبب ذلك؟ فالعبد إذا آمن بالآخرة يجب عليه أن يبقى طالبا لمنفعة نفسه ودينه بالدنيا، وينبغي عليه أن يحاول دفع الضرر عن دينه ونفسه في الدنيا ويجب عليه أن يطلب العلو لدينه و نفسه في الدنيا ولذلك فإن الذين يسيطر عليهم هذا الفكر الخاطئ أن الله لا ينصر المسلمين في الدنيا، وأن كل الأجر في الآخرة لا يعملون لنصرة الدين من جهة أخذ الأسباب المادية لنصرة الدين ويقولون لا فائدة من اعتاد العدة لأن الغلبة للكفار.

 

ولأن الله لا ينصر المسلمين في الدنيا، فتأتي هذه الأوهام الفاسدة بهذه النتائج المخيفة فيتركون العمل بالنصرة، وهى أسباب الدين الظاهرة في الدنيا ويتولون عن ذلك ويتقاعسون ولا يقومون بحق نصرة دينهم في الدنيا، ولا يأخذون بأسباب القوة والعزة وهذا انحراف عظيم فانتبهوا يا معشر المسلمين والذي يعتقد أن الله لا ينصر المؤمنين في الدنيا وأن الغلبة للكفار دائما فهذا من جهله بوعد الله ووعيده والله سبحانه ضمن نصر دينه وحفظه وأولياءه القائمين بدينه علما وعملا وحالا، وفي بعض المقررات الدراسية كلمة هي من الإلحاد، كلمة زندقة، والإسلام منها بريء، وهي تصادم العقيدة مصادمة كاملة، مطلقة عامة، وهي قولهم في عبارتهم التي يحفظونها ويدرسونها بأن المادة لا تستحدث ولا تفنى.

 

ويشرحون عليها قانونا في الكيمياء ويؤصلونه على هذا المبدأ، وإن من أسباب دفعِ البلاء قبل وقوعه هو التحلي بمكارم الأخلاق وجميل الصفات من الجود والكرم والإحسان للناس، وهكذا فإن الأرض دار ابتلاء وامتحان للإنسان، حيث يستخلف الخالق سبحانه وتعالى الإنسان على هذه الأرض لمدة محدودة، وأجل معلوم، لمعرفة طاعته من معصيته، ولتمييز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي، حتى يكون الجزاء في الآخرة على ما قدم الإنسان من عمل في الدنيا، ألست ترى أن الذي خلقك أخرجك إلى الدنيا وأنت لا تملك شيئا ثم وهب لك ما شاء من المواهب، والأموال، والأولاد، والعلم، والجاه، ثم يسترد بالموت كل الودائع، وتخرج من الدنيا كما دخلت إليها، للحساب والجزاء فرادى.

 

منفردين عن الأموال والأولاد، وما أثرتموه من الدنيا أو عن الأعوان والأوثان التي زعمتم أنها شفعاؤكم، مشبهين ابتداء خلقكم، حفاة عراة غرلا يعني قلفا، ما تفضلنا به عليكم في الدنيا، فشغلتم به عن الآخرة من الأموال والأولاد والخدم والخول في الدنيا، ولم تحملوا منه نقيرا، كناية عن كونهم لم يصـرفوه إلى ما يفيد في الآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى