مقال

حين تبكي إسرائيل على الإنسانية… أين كانت قلوبكم يوم دُفنت الإنسانية في غزة؟

جريدة الأضواء المصرية

حين تبكي إسرائيل على الإنسانية… أين كانت قلوبكم يوم دُفنت الإنسانية في غزة؟

 بقلم: أحمد الشبيتى

في مشهد مكرر من صفحات التاريخ الملطخة بدماء الأبرياء، يطل علينا الإعلام الإسرائيلي فجأة بثوب “الإنسانية”، يبكي الأطفال، ويصور مشاهد الدمار، ويتحدث عن النساء المشردات، والأهالي الذين هربوا من منازلهم خوفًا من ضربات إيرانية وصواريخ لا تميز بين حجر وبشر.

لكننا نسأل، ومن حقنا أن نسأل:

أين كانت هذه الإنسانية حين كانت طائراتكم تقصف غزة؟

أين كانت مشاعركم حين كنا نعدّ جثث الأطفال الفلسطينيين بالعشرات، وأشلاءهم تُجمَع من تحت الأنقاض؟

أين كانت دموعكم يوم اقتحم جنودكم المستشفيات؟

أين كانت “الأخلاق” و”القيم” و”الرأي العام” حين اغتصب الاحتلال نساء فلسطين على مرأى ومسمع العالم؟

تلك الصور التي تخرج من تل أبيب اليوم ليست غريبة علينا، لكن الغريب هو هذا الصوت الذي يتحدث عن العدالة والحق بعد أن دفنها بأيديه لعقود!

يا من تبكون على أطفالكم اليوم، تذكروا أن أطفال فلسطين لم يكن لهم ملاجئ، ولا قبب حديدية، ولا إعلام عالمي يذرف الدموع لأجلهم.

تذكروا أن غزة لم تكن تملك شيئًا سوى الله… وسلاح الإيمان والكرامة.

نحن لا نشمت، لأننا لا نُربى على الشماتة،

لكننا نسجل للتاريخ: أن الظلم لا يدوم، وأن من عاش دهورًا يسحق الشعوب… لا بد أن يأتي عليه يوم يُسحق فيه.

وليعلم كل من يتشدق بالإنسانية عند الحاجة:

الإنسانية لا تُنتقى، لا تُستخدم كأداة دعائية، ولا تُجزأ.

فمن لا يعرف الرحمة حين يكون في موقع القوّة،

لن يجد من يرحمه إذا ما صار تحت النار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى