مقال

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع النهج النبوى الشريف، وكذلك أيضا عمل ورد يومي للحفظ، وذلك بكتابة الأحاديث المراد حفظها بالبرنامج اليومي بخط اليد ثم إعادة تشكيلها، وتخريجها بمعرفة درجة صحتها ومحاولة معرفة مناسبتها، وكذلك سماع الورد اليومي من الأحاديث صوتيا، حيث تتوفر المقاطع الصوتية للأحاديث النبوية الشريفه على الانترنت بكثرة والحمد لله، وذلك بتكرار سماعها في الصباح الباكر وقبل النوم والترديد وذلك بترديدها مع المقطع الصوتي، والحفظ بتكرار الحديث على اللسان أكثر من مرة ، ومحاولة الحفظ جملة جملة، وإعادة قراءة الجملة عن ظهر قلب والمقارنة مع النص الأصلي، وكتابة الحديث الذي تم حفظه عن ظهر قلب.

 

والتأكد من صحة الكتابة، والبحث عن الأبواب الفقهية التي يتبع لها الحديث الذي تم حفظه، فعملية الربط تسهل تثبيت الحفظ، وكذلك عمل مراجعة للأحاديث اليومية المحفوظة، من خلال التسميع في حلقات التحفيظ، والبدء بحفظ مجموعة جديدة من الأحاديث كما في الخطوات السابقة، ويتخلل ذلك مراجعة للأحاديث المحفوظة، وقراءة شرح الأحاديث المحفوظة، ومعرفة الحكام الفقهية المستنبطة منها وذلك بعد مرور أسبوع على الأقل من حفظها، وإن الحديث النبوي أو السنة النبوية عند أهل السنة والجماعة هو ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية أو سيرة.

 

سواء قبل البعثة أي بدء الوحي والنبوة أو بعدها، والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن، وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها، ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن الكريم، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته، فالحديث النبوي الشريف هو بمثابة القرآن الكريم في التشريع من حيث كونه وحيا أوحاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، والحديث والسنة مرادفان للقرآن في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية.

 

وقد اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي الشريف جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا، واستنبطت حوله العلوم المختلفة كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح الحديث وعلم العلل وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه، وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المختلفة كالتاريخ، وما يتعلق منه بالسيرة النبوية وعلوم التراجم والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم اللغة العربية والتفسير والفقه وغيرها، ويطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر، فالحديث من حيث اللغة هو الجديد من الأشياء، والحديث الخبر.

 

يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث، فالحديث هو الكلام الذي يتحدث به، وينقل بالصوت والكتابة، والخبر هو النبأ، وجمعه أخبار، وهو العلم، والأثر هو بقية الشيء، وهو الخبر، والجمع آثار، ويقال أثرت الحديث أثرا أي نقلته، ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة، أما اصطلاحا، فإن الحديث هو ما ينسب إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو وصف، والخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هو الذي عليه اصطلاح جمهور العلماء، ولكن بعض العلماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون أن الحديث والخبر هو ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى