المادة والطغيان: دائما وابدا يحدث تغير في المشاعر والأحاسيس بين بني البشر ويطرأ على النفس البشرية تغيرات نتيجة عوامل وقد تكون تلك العوامل مركزها المادة , فهل للمادة من طغيان على النفس البشرية؟ وهل هذا الأمر بات ملحوظا في الآونة الأخيرة وجاريا مداه ؟ أما أن هذا التصور ليس له من الواقع ما يدلل على تحليله أو تفسيره ، وإن المادة ليس لها من تأثير على النفس البشرية وتبلدها تجاه بعضها البعض ؟. الحقيقة المادة والمصلحة والأنانية وحب الذات أمر كامن في النفس البشرية ، وهذا ليس معناه طغيانه على العوامل الإيجابية الأخرى، ولكن قد يزداد على غيره ، ويبيت جانب السلبية طاغيا، وهو ما نجده ملموسا حيث طغت المادة والمصلحة والأنانية وحب الذات وتبلدت مشاعر الحب والإخاء والإخلاص والمودة والرحمة وتواصل الارحام ومشاعر القرابة وبني العمومة وأصبحت النفس البشرية فيما بينها كائن غريب عن بعضه البعض ، وبات العنصر السلبي سائد على العنصر الإيجابي. والحقيقة معالجة تلك الإشكالية تحتاج إلى إثراء فكري ومعرفي وثقافي وتوعوي لزرع مبادئ المودة والرحمة والإخاء والإخلاص بين النفس البشرية ، وتفويقها من التبلد الذي سادها، وانزال الناس لبعضهم البعض منزلتهم وحفظ الألقاب بينهم ، بأن يقال للعم يا عم والخال والجد بلقبه وهكذا .