
انتقام عاشق
كتب: محمود جاب الله
_______________
عندما يتلاشى بريق الغرام ليحل محله حقد رمادى مرير ، أو عندما تضربه صاعقة لا يتبقى سوى قلبك المفطور و احساسك انك اضعت عمرك على شخص لا يستحق .حين تتملك مشاعر الحب من شخص فى أول العلاقة يظل حذراً طوال الوقت منتظراً يوم الفراق، وعندما تستمر تلك العلاقة فترة طويلة يتلاشى ذلك الحذر ويتحول إلى ثقة أن الطرف الآخر أصبح جزءاً أساسياً من حياته، وحينها يسكن الطرف الآخر كل أحلامه وطموحاته حتى فى حالاتٍ يصبح كل الأحلام والطموحات والمستقبل المشرق .
فحين تستمر العلاقة لوقت طويل يذوب الشخصان ببعضهما البعض، ويصبحان أعمدة أساسية فى مستقبل كل منهما الآخر، عندما ينفرد أحدهما بقرار الفراق و الانفصال لا ينهى علاقتهما فقط بل ينهى أحلام مستقبل مشاعر تكونت لوقت طويل، يعدم تضحيات بذلت من أجله حتى ولو لم يرها تضحيات بنظره لكن للطرف الآخر منظور مختلف، حين نقترب من إنسان لوقت طويل نصبح فى نظره جزءاً أساسياً فى حياته نصبح ملاذاً من آلامه نصبح خزينةً لكل أسراره ومخاوفه لكل أفراحه وما يسعده، نصبح ذلك الحائط الذى يحتمى وراءه من صعوبات حياته، نصبح الشخص الوحيد الذى لا يخجل من سؤاله المساعدة وقت ضيقه.
باختصار حين نأخذ قرار الفراق ولا نعير كل تلك الأسباب أهمية، ندمر حياة الطرف الآخر الذى أخذنا وقتاً طويلاً ومجهوداً مضنياً فى جعل أنفسنا بالنسبة إليه العون والسند والحب والرغبة والأمان والحكمة والحلم والطموح، حين تقرر الانسحاب من حياة إنسان أصبحت له كل تلك الأشياء التى تعتبر الحياة كلها بالنسبة إليه، فلا تنتظر منه أن يتفهم موقفك بتلك السهولة لأنك لم تراع أهميتك بالنسبة إليه..ويتحول الحب إلى لغة انتقام