مقال

حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان

جريدة الأضواء المصرية

حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه و برحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد روي عن أبي طلحة رضي الله عنه قال، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم”

قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما،  رواه البخاري ومسلم، والشاهد أن أهل القليب أسمعهم الله تعالي كلام نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم لإذلالهم وتصغيرهم، ولا يصح الإستدلال بالحديث على أن الميت يسمع كل شيء لأنه خاص بأهل القليب، إلا أن بعض العلماء إستثنى من ذلك سماع الميت للسلام، وهو قول يفتقر إلى الدليل الصحيح الواضح، ونحن نسير في دروب الحياة ونتقلب على هذه الأرض كم نحن بحاجة إلى وقفة روحانية وقفة نجدد فيها الإيمان في القلوب ونزيل عنها غبار الغفلة والذنوب، فهذه حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان، من أنكرها كفر، وأصلاه الله سقر فهي حقيقة عظيمة أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكرها، ومع هذا فالكثير منا يشمئزون عند ذكرها ولا يحبون الحديث عنها.

إنها حقيقة الموت فيقول تعالي ” كل نفس ذائقة الموت وإنما توفّون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور” فإنها الحقيقة الكبرى فكل حي سيفنى وكل جديد سيبلى وما هي إلا لحظة واحدة في مثلِ غمضة عين أو لمحة بصر تخرج فيها الروح إلى بارئها، فإذا العبد في عداد الأموات، فقد ذهب العمر وفات يا أسير الشهوات ومضى وقتك في سهو ولهو وسبات بينما أنت على غيك حتى قيل مات، ونحن في غفلة الحياة، كثيرا ما نفاجأ بإتصال أو رسالة أو غير ذلك أن فلانا مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته، وذلك مصداق حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من إقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة ” رواه الطبراني.

فعجبا لنا كيف نتجرؤ على الله وأرواحنا بيده؟ وكيف نستغفل رقابته والموت بأمره ؟ وقد روي أن ملك الموت دخل على نبي الله داود عليه السلام فقال من أنت؟ فقال ملك الموت أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال فإذًا أنت ملك الموت، قال نعم، قال أتيتني ولم أستعد بعد، قال يا داود، أين فلان قريبك؟ أين فلان جارك؟ قال مات، قال أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟ فهو الموت ما منه ملاذٌ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب، نؤمل آمالا و نرجو نتاجها وعلّ الردى عمّ نرجيه أقرب، فإلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب، وإلى الله نشكو قسوة قد عمت، وغفلة قد طمت، وأياما قد طويت، أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات، فكم من قريب دفناه وكم من حبيب ودعناه.

ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا، لنغرق في ملذاتها، بل ربما ترى بعض المشيعين يضحكون ويلهون، أو يكونون قد حضروا رياء وسمعة بسبب الغفلة وقسوة القلوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى