ازدواجية السياسة الامريكية بقلم // يوسف أحمد المقوسي
السياسة الأمريكية دائما” مثار جدل بسبب ازدواجية معاييرها في التعامل مع القضايا الدولية. موقفها المتناقض تجاه قرارات المحكمة الجنائية الدولية وأحداث العالم المختلفة يعكس مصالحها الاستراتيجية وتحالفاتها السياسية.
1. لماذا تكيل أمريكا بمكيالين؟
• المصالح أولا”: الولايات المتحدة تتبع سياسة قائمة على حماية مصالحها القومية ومصالح حلفائها.
إسرائيل، على سبيل المثال، تُعتبر حليفا” استراتيجيا” لا غنى عنه في الشرق الأوسط، وهو ما يجعلها تدافع عنها بشكل دائم بغض النظر عن الانتهاكات.
• القوة والتحكم بالمؤسسات الدولية: أمريكا تعترف بالمحكمة الجنائية عندما تتفق قراراتها مع مصالحها (مثل قضية البشير وبوتين)، لكنها ترفض تلك القرارات إذا مست حلفاءها أو مسؤوليها.
• التوازن مع القوى الكبرى: قضايا مثل الحرب في أوكرانيا أو التصعيد ضد روسيا تتيح للولايات المتحدة استخدام المحكمة كأداة سياسية، في حين أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعتبر ملفًا أكثر تعقيدًا بالنسبة لها ولايمكن لها ان تقبل اي قرار يمس الكيان الصهيوني وادانته ، ولاتقبل ايقاف الحرب على غزة ، ومؤخرا استخدمت الفيتو ضد قرار ايقاف الحرب على غزة .
2. هل ستفقد أمريكا الأصدقاء بسبب هذه التناقضات؟
• على المدى البعيد، نعم: مثل هذه المواقف المزدوجة تضعف مصداقية الولايات المتحدة دوليًا، خاصة بين الدول النامية والدول التي تتطلع إلى نظام عالمي أكثر عدالة، لذا هناك تنافساً بينها وبين الدول التي تسعى لان تكون فاعلة ومؤثرة وترفض الهيمنة الامريكية مثل الصين وروسيا وكوريا ودول افريقيا .
• لكن على المدى القريب، الأمر يعتمد على المصالح: كثير من الدول لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة اقتصاديا” أو عسكريا”، مما يجعلها تستمر في التعامل معها رغم الاعتراضات.
• السياسة الخارجية الأمريكية ليست قائمة على القيم أو المبادئ، بل على المصلحة القومية. لذلك، طالما أن الظلم يخدم مصالحها أو مصالح حلفائها، فمن المؤكد سيستمر .
3.فهم لعبة السياسة الأمريكية
السياسة الأمريكية ليست عشوائية بل تستند إلى عدة قواعد:
• الهيمنة الاقتصادية والعسكرية: أمريكا تستخدم أدوات مثل العقوبات الاقتصادية والقوة العسكرية للحفاظ على تفوقها.
• الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية: دعم إسرائيل غير محدود لأنها تمثل حليفًا أساسيًا ضد أي تهديدات في الشرق الأوسط.
• السيطرة على المؤسسات الدولية: تستخدم مؤسسات مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية بشكل يخدم أجنداتها.
ازدواجية المعايير ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا بسبب الإعلام ووسائل التواصل. العالم بات يدرك هذه التناقضات، مما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الدولية على المدى البعيد. ومع ذلك، أمريكا تعتمد على قوتها لتحافظ على موقعها، ولو كان ذلك على حساب الشعوب الأخرى.