مساوئ التطور على النفس البشرية.. ”وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا” النفس البشرية تلك الخريطة المتشابهة شديدة التعقيد تحمل فى طياتها العديد من التناقضات ؛ هى محور الكون و عظمة إبداع الخالق بلا جدال؛ هى من خلقت لأجلها الحياة؛ لذلك تعددت الأنفس في مكنوناتها؛ تختلف كل نفس عن مثيلاتها؛ إن الإختلاف و التنوع بل و تعدد الصفات البشرية ضرورة حتمية لكى تكتمل الجوانب البشرية؛ لصنع مزيج متوازن من أسس تعاليم الإنسانية؛ إن التفاوت فى نفوس البشر يخلق لديهم قدرة على التحكم في النفس؛ و مقاومتها لتصحيح أي إعوجاج في عمقها؛ للوصل إلى حد الفلاح؛ هنا يتضح المعنى الأعمق لتزكية النفس. بدايةً علينا جميعاً و لا أستثنى أحد؛ أن نعترف و نواجه أنفسنا أننا نحمل فى هذا الإطار الخارجى للإنسان؛ الذى نطلق عليه الجسد العديد من الصفات البشرية؛ و أحياناً عدة شخصيات متناقضة؛ الحق الخير الجمال – مبادئ استخلصها الفلاسفة على مر العصور لترسيخ مفاهيم الإنسانية فى أذهان البشرية جمعاء؛ للوصول إلى مجتمعات فاضلة أو بالأحرى لإيجاد المدينة الفاضلة؛ أما الواقع و الحقيقة أن الإنسان عجز عن تحقيق ذلك؛ مع مرور الزمن و التطور فى كل مناحى الحياة ؛ نظراً للسعى الدائم وراء كل ما هو مجهول و يتطلب الكثير من التغيير فى مقومات شخصية الإنسان؛ فلم يعد الأمر على قدر من اليسر ليكتفى بتلك المبادئ الأساسية؛ التى بدورها تؤدى إلى حياة بسيطة هادئة بعيدة عن زخم التطور المستمر. الجدير بالذكر هنا تحديداً و إستكمالا لما سبق؛ لزم الأمر أن نقر و نعترف أن الشخصية البشرية أجبرت دون وعى منها؛ أن تكتسب الكثير من الصفات المكروهه لتواكب هذا القدر من الحروب المقنعة؛ المسماة بالتقدم البشرى و ما يحمله فى جوانبه من تحديات؛ للعقل البشرى بذاته أولاً و ثانياً للمبادئ الأولية للإنسانية؛ فما كان من الإنسان إلا أن تملكته صفات جديدة عليه ؛ بغض النظر عن كونها صفات قميئة تعلمها لحرصه؛ على الدفاع المستمر لبقائه و قوته؛ فى مجابهة طوفان الركض خلف التغيير المتسارع. الإشارة هنا إلى أن الإنسان بدأت نفسه البشرية التى جبلت على الخير ؛ تفرز أجسام مضادة كالتي يفرزها الجسد ليواجه خطر مرض ما -على سبيل المثال و ليس الحصر- الأنانية والسيطرة و الكذب و الخداع و التحايل و الإستيلاء و السلب دون حق و إلخ – و حدث و لا حرج؛ كل هذا بدافع الخوف و القلق و التوتر؛ من أن يسحق بأقدام هذا العالم الذى بدوره و قسوته؛ لا يرحم من يميلون إلى إعتناق أبسط المبادئ التي خلق من أجلها البشر ألا وهي الإعمار فى الأرض و الإخاء و المساواة و الحب و السلام. بالأخير عليكم يا بنى البشر أن تعلموا تمام العلم؛ إن الصفات الحميدة هى أفضل وسيلة للوصول لكل ما يشعرك بإنسانيتك و رجاحة عقلك و سمو نفسك و رقى روحك؛ إجتهد أن تطوع الخير بدخلك؛ ثم تحارب الشر حتى و لو زرعوه على قارعة الطريق؛ قاوم ثم قاوم ثم قاوم و تأكد فى النهاية ستفوز برايات إنتصار الخير.. وفاءعرفه