مقال

يا معشر خزاعة إرفعوا أيديكم

جريدة الأضواء المصرية

يا معشر خزاعة إرفعوا أيديكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها، فقال‏ قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام، ما شأن إبراهيم والأزلام ‏”ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنفيا مسلما وما كان من المشركين”‏ ثم أمر صلى الله عليه وسلم بتلك الصور كلها فطمست، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ومعه بلال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلف بلال، فدخل عبدالله بن عمر على بلال فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ولم يسأله كم صلى فكان ابن عمر إذا دخل البيت مشى قبل وجهه وجعل الباب قبل ظهره حتى يكون بينه وبين الجدار قدر ثلاث أذرع ثم يصلي يتوخى بذلك الموضع الذي قال له بلال رضي الله عنه، وقال ابن هشام ‏وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة عام الفتح ومعه بلال فأمره أن يؤذن وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة فقال عتاب بن أسيد لقد أكرم الله أسيدا ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث بن هشام‏ أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته فقال أبو سفيان‏ لا أقول شيئا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏”قد علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب ‏نشهد أنك رسول الله والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.

وقال ابن إسحاق حدثني سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال ‏كان معنا رجل يقال له أحمر بأسا وكان رجلا شجاعا وكان إذا نام غط غطيطا منكرا لا يخفى مكانه فكان إذا بات في حيه بات معتنزا فإذا بيت الحي صرخوا يا أحمر، فيثور مثل الأسد، لا يقوم لسبيله شيء،‏ فأقبل غزي من هذيل يريدون حاضره، حتى إذا دنوا من الحاضر، قال ابن الأثوع الهذلي‏ لا تعجلوا علي حتى أنظر، فإن كان في الحاضر أحمر فلا سبيل إليهم فإن له غطيطا لا يخفى، قال‏ فإستمع فلما سمع غطيطه مشى إليه حتى وضع السيف في صدره، ثم تحامل عليه حتى قتله ثم أغاروا على الحاضر، فصرخوا يا أحمر ولا أحمر لهم، فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح، أتي ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة ينظر ويسأل عن أمر الناس وهو على شركه فرأته خزاعة فعرفوه.

فأحطوا به وهو إلى جنب جدار من جدر مكة يقولون ‏أأنت قاتل أحمر‏؟‏ قال ‏نعم، أنا قاتل أحمر فمه ‏؟‏ قال إذ أقبل خراش بن أمية مشتملا على السيف فقال‏ هكذا عن الرجل ووالله ما نظن إلا أنه يريد أن يفرج الناس عنه، فلما إنفرجنا عنه حمل عليه فطعنه بالسيف في بطنه، فوالله لكأني أنظر إليه وحشوته تسيل من بطنه، وإن عينيه لترنقان في رأسه وهو يقول أقد فعلتموها يا معشر خزاعة ‏؟‏ حتى إنجعف فوقع،‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏”يا معشر خزاعة إرفعوا أيديكم عن القتل فقد كثر القتل إن نفع، لقد قتلتم قتيلا لأدينه ” وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال ‏لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع خراش بن أمية قال ‏”إن خراشا لقتال يعيبه بذلك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى