مقال

اليوم يوم الملحمة وتستحل فيه الحرمة

جريدة الأضواء المصرية

اليوم يوم الملحمة وتستحل فيه الحرمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 30 سبتمبر 2024
الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد روي عن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت ‏لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنه من أصغر ولده أي بنية، اظهري بي على أبي قبيس قالت وقد كف بصره، قالت ‏فأشرفت به عليه، فقال أي بنية، ماذا ترين ‏؟‏ قالت أرى سوادا مجتمعا، قال تلك الخيل، قالت‏ وأرى رجلا يسعى بين يدي ذلك مقبلا ومدبرا، قال أي بنية ذلك الوازع، يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ثم قالت قد والله انتشر السواد، قالت ‏فقال قد والله إذن دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته قالت‏ وفي عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فيقتطعه من عنقها‏.

قالت ‏فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخل المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ‏؟ فقال أبو بكر ‏يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت، قال قالت فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له ‏أسلم، فأسلم قال‏ فدخل به أبو بكر وكأن رأسه ثغامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا من شعره،‏ ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته وقال ‏أنشد الله والإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد قالت فقال‏ أي أخيه، احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل، وعن عبد الله بن أبي نجيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرق جيشه من ذي طوى، أمر الزبير بن العوام أن يدخل في بعض الناس من كدى وكان الزبير على المجنبة اليسرى.

وأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كداء،‏ والمهاجرون يخشون من شدة سعد بن عبادة على قريش ‏فزعم بعض أهل العلم أن سعدا حين وجه داخلا، قال ‏اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة فسمعها رجل من المهاجرين وقال ابن هشام ‏هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ‏يا رسول الله ‏اسمع ما قال سعد بن عبادة ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ‏أدركه فخذ الراية منه فكن أنت الذي تدخل بها، وعن عبد الله بن أبي نجيح في حديثه‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد، فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس وكان خالد على المجنبة اليمنى وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح يالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر.

حتى نزل بأعلى مكة ضربت له هنالك قبته، وعن عبد الله بن أبي نجيح وعبدالله بن أبي بكر ‏أن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو كانوا قد جمعوا ناساً بالخندمة ليقاتلوا، وقد كان حماس بن قيس بن خالد، أخو بني بكر، يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلح منه قالت له امرأته لماذا تعد ما أرى ‏؟‏ قال لمحمد وأصحابه قالت‏ والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال‏ والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال ‏إن يقبلوا اليوم فما لي علة هذا سلاح كامل وأله وذو غرارين سريع السلة، ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئا من قتال، فقتل كرز بن جابر أحد بني محارب بن فهر وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم حليف بني منقذ.

وكانا في خيل خالد بن الوليد فشذا عنه فسلكا طريقا غير طريقه فقتلا جميعا، قتل خنيس بن خالد قبل كرز بن جابر فجعله كرز بن جابر بين رجليه ثم قاتل عنه حتى قتل وهو يرتجز ويقول ‏قد علمت صفراء من بني فهر نقية الوجه نقية الصدر لأضربن اليوم عن أبي صخر، وكان خنيس يكنى أبا صخر، فقال ابن هشام ‏خنيس بن خالد من خزاعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى