دراسة مقارنة بين غزة واليمن .. أجنة مشوهة وعالم بلا ضمير بفعل الأسلحة المحرمة دوليا
تقرير.. سها البغدادي
في زمنٍ تتقدم فيه الإنسانية بالعلم والتكنولوجيا، ما زالت أجساد الأطفال تُنهش في الأرحام قبل أن ترى النور، وتُولد إلى الحياة مشوهة، متألمة، ضحيةً لحروب لا ذنب لهم فيها.
في غزة واليمن، لا يُولد الأطفال بصرخة الحياة فقط، بل يصرخون من تشوهات أجبروا عليها، ومن عجزٍ طبي، ومن بيئة ملوثة بأسلحة محرّمة دوليًا تنهش خلاياهم قبل أن يكتمل تكوينهم.
إنه نداء للضمير العالمي: أوقفوا الحروب التي تقتل الأجنة قبل الولادة، والتي تُبدّل نعمة الحياة بلعنة العجز والألم. هؤلاء الأطفال لا يحتاجون فقط إلى دواء، بل إلى عدالة، وإلى عالم لا يصمت على الجرائم بحق البراءة.
“أجنة مشوهة… وعالم بلا ضمير يغزوه الصمت : من ينقذ أطفال الحروب قبل أن يُولدوا؟”
أولاً: قطاع غزة – ارتفاع غير مسبوق في تشوهات الأجنة
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أفاد مدير الإغاثة الطبية في مدينة غزة والشمال، محمد أبو عفش، بأن نسبة تشوه الأجنة تجاوزت 25%، مع تسجيل حالات مروعة مثل ولادة جنين بنصف رأس. يُعزى هذا الارتفاع إلى استخدام الاحتلال لأسلحة محرمة دوليًا، مثل الفوسفور الأبيض، الذي يُعتقد أنه مرتبط بزيادة التشوهات الخلقية.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني النساء الحوامل في غزة من نقص حاد في الرعاية الصحية، حيث لا تتوفر أجهزة مخبرية للكشف المبكر عن التشوهات، ويُقدر عدد النساء الحوامل بحوالي 150,000، مما يجعلهن عرضة لمخاطر صحية جسيمة بسبب استنشاق الغازات السامة ونقص المناعة.
ثانيًا: اليمن – أزمة صحية متفاقمة بسبب الأسلحة المحرمة
منذ بدء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن عام 2015، شهدت البلاد زيادة ملحوظة في حالات التشوهات الخلقية بين المواليد الجدد. اتهمت مصادر طبية التحالف باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، بما في ذلك الأسلحة البيولوجية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات السرطان والتشوهات الخلقية.
تشمل أنواع التشوهات المسجلة في اليمن حالات مثل الشفة الأرنبية، تشوهات الأطراف، واستسقاء الدماغ. كما أدى نقص الرعاية الصحية وانهيار النظام الصحي إلى تفاقم الوضع، حيث تفتقر المستشفيات إلى المعدات والأدوية الأساسية.
ثالثًا: مقارنة بين غزة واليمن
المؤشر
غزة ..نسبة التشوهات تجاوزت 25%
اليمن ..ارتفاع ملحوظ منذ 2015، إلى يومنا هذا بالإضافة إلى الضربات الأمريكية والإسرائيلية حديث العهد دون وجود إحصاءات دقيقة
غزة ..فوسفور أبيض، أسلحة بيولوجية وكيميائية تحتوي على معادن ثقيل محرمة دوليا
اليمن .. أسلحة بيولوجية وكيميائية محرمة دوليًا
الوضع الصحي
غزة .. نقص حاد في الرعاية الصحية والمعدات الطبية والأدوية والمعدات
اليمن ..انهيار النظام الصحي ونقص في الأدوية والمعدات
رابعًا: الأسلحة المستخدمة وتأثيرها على الأجنة
تُستخدم في النزاعات المسلحة أسلحة تحتوي على مواد سامة تؤثر على الصحة الإنجابية، مثل:
الفوسفور الأبيض: يُسبب حروقًا شديدة ويُعتقد أنه مرتبط بزيادة التشوهات الخلقية.
اليورانيوم المنضب: يُستخدم في الذخائر ويُعتقد أنه مرتبط بزيادة معدلات السرطان والتشوهات.
الأسلحة البيولوجية والكيميائية: تُسبب أضرارًا جسيمة على الصحة العامة، بما في ذلك التشوهات الخلقية.
خامسًا: التوصيات
تحقيق دولي مستقل: يجب إجراء تحقيقات دولية مستقلة لتوثيق استخدام الأسلحة المحرمة ومحاسبة المسؤولين.
دعم النظام الصحي: توفير الدعم اللازم لإعادة بناء الأنظمة الصحية في المناطق المتضررة.
حماية المدنيين: ضمان حماية المدنيين، خاصة النساء الحوامل والأطفال، خلال النزاعات المسلحة.
تُظهر هذه المقارنة بين غزة واليمن أن استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا في النزاعات المسلحة يؤدي إلى كارثة صحية وإنسانية، حيث يُعاني الأطفال من تشوهات خلقية خطيرة، وتُواجه النساء الحوامل مخاطر صحية جسيمة. يجب على المجتمع الدولي التحرك العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
