مقال

الحصاد لما زرعته في الحياة الدنيا

جريدة الأضواء المصرية

الحصاد لما زرعته في الحياة الدنيا
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي فرض على عباده الحج إلى بيته الحرام ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافرَ الإنعام أحمده سبحانه على الرخاء والنعماء وأشكره في السراء والضراء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع الشرائع وأحكم الأحكام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الكرام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها وتألفت به القلوب بعد شتاتها وسارت دعوته سير الشمس في الأقطار وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، وإستجابت لدعوته القلوب طوعا وإذعانا، وإمتلأت بعد كفرها أمنا وإيمانا، فجزاه الله عن أمته أفضل الجزاء وصلى عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد.

إننا يا عباد الله يجب علينا في كل آن ومكان أن نذكر الله عزوجل فبذكر الله نروي أرواحنا وننير أفئدتنا وكما قيل ما شاب على شئ مات عليه فلا تحسبن أن نطق الشهادتين عند طلوع السر الالهي أمر سهل ولكنه هو حصاد لما زرعته في الحياة الدنيا وحاشا لله أن نكون من الذين قال الله تعالي عليهم “فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” فنسأل الله عز وجل ألا نكون منهم أبدا وأن نكون من الذين هدى الله فبهداهم اقتده، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال.

قال النبي صلى الله عليه وسلم “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده” رواه البخاري ومسلم، ويقول الله تعالي “إن بعض الظن إثم” وهذا مقام المؤمن عند الله سبحانه، ومنزلته الرفيعة عند الخالق الأعظم، فليس لأحد من الخلق أن يحط من قدر هذا المؤمن، فيظن به شرا وسوءا، أو يتجسس عليه ويغتابه، وظن السوء خدش للعرض وهتك للحرمة، ونيل من الكرامة لذا نهى الله تعالى عنه بهذه الآية الكريمة، وقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم أكذب الحديث فقال ” إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث “

ولنعلم جيدا أننا تحت رحمة الله وتحت رعايته فإذا أردنا أن نكون من الفائزين في الدنيا والآخره فما علينا إلا السعي والإجتهاد للأخره لأن الدنيا متاع ” وما الحياة الدنيا الإ متاع الغرور” فنسأل الله الا نكون ممن الهتهم الدنيا عن ذكره ورضاه، ويجب علينا أن نسعي لنكون أحبة الله وخير وعباده، فمن أحب الله أحب الله لقاءه، فقال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه “اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ربكم فبذالك تدخلوا جنة ربكم” رزقنا الله وإياكم إياها ياارب العالمين، فاللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة عين لنا في الحياة وبعد الممات، اللهم ردهم إليك ردا جميلا اللهم اشرح صدورهم للحق ووفقهم للطاعة وأصرف عنهم أصدقاء السوء واجعلهم من الراشدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى