
مراعاة الآداب النبوية عند الغضب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، ثم أما بعد إن إنتشار الطلاق في هذه الأزمان والتهاون به له أسباب كثيرة منها الإستعجال وعدم الأناة، فالرجل إذا غضب وإشتد غضبه أول ما يفكر، يفكر في الطلاق ويسارع إليه، ولو لأتفه الأسباب، فعلى الزوج إذا غضب، وعلت الأصوات، وإشتدت الخلافات بينه وبين زوجته أن يتحلى بالصبر، ويتحكم في ألفاظه، وأن يراعي الآداب النبوية عند الغضب، فالرجل كل الرجل هو من يملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
“ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” وليغير الزوج من حالته ساعة غضبه، فعن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا غضب أحدكم وهو قائم، فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع” وكما أن إنتشار الطلاق في هذه الأزمان والتهاون به له أسباب كثيرة منها سوء العشرة بين الزوجين، فالطلاق يكثر، والعلاقات الزوجية تنهار، إذا أساء كلا الزوجين للآخر، وقصر أحدهما فيما يجب عليه من الواجبات، وطالب بما له من الحقوق، فبذلك تتهدم الأسر، وقد أوصانا ربنا سبحانه بوصية جامعة، بها تنصلح البيوتات، وتدوم الألفة بين الزوجين فقال جل في علاه ” وعاشروهن بالمعروف ” أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها.
فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” وإن من أسباب كثرة حالات الطلاق في وقتنا المعاصر هو إفشاء الأسرار الزوجية، فإفشاء الأسرار الزوجية وخصوصا الأسرار الخاصة بين الزوجين طريق خراب للبيوت، وقد عدها بعض الأئمة من الكبائر، حيث تذهب المرأة فتفشي أسرار بيتها لأمها أو لجارتها أو لصاحبتها، وكذا الرجل يفعل ذلك، فتخرب البيوتات وتتهدم الأسر، وهذه خصلة قبيحة، وصاحبها من شرار الخلق عند الله تعالي، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”
ومعنى إفشاء سر الزوجة “أن يتكلم للناس ما جرى بينه وبينها قولا وفعلا، أو يفشي عيبا من عيوبها، أو يذكر من محاسنها ما يجب شرعا أو عرفا سترها، قال ابن الملك أي أفعال كل من الزوجين وأقوالهما أمانة مودعة عند الآخر، فمن أفشى منهما ما كرهه الآخر وأشاعه، فقد خانه، قال بعض الأدباء أريد طلاق امرأتي، فقيل له لما؟ فقال كيف أذكر عيب زوجتي؟ فلما طلقها قيل له لم طلقتها؟ قال كيف أذكر عيب امرأة أجنبية؟” فأسأل الله أن يحفظ الجميع بالإسلام، وأن يوفقنا جميعا للتمسك بهذه الشريعة والتأدب بآدابها في أقوالنا وأعمالنا إنه على كل شيء قدير،فاتقوا الله تعالى عباد الله، واعلموا أنه يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي من الأصول الثلاثة، التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها، والعمل بها، ويُسأل عنها في قبره، ومن هذه المعرفة معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم.