مقال

أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون

جريدة الأضواء المصرية

أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أنه في غزوة تبوك التي حل بالمسلمين فيها من النصب والتعب والجوع والعطش الشئ الكثير إستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم من استهزأ، فنزل الوحي من فوق سبع سماوات يعلن كفر هؤلاء المستهزئين قال تعالى سورة التوبة “ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين” وورد في سبب نزولها عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا قال رجل من المنافقين ما أرى قرآءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا.

وأكذبنا ألسنة وأجبننا عن اللقاء فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ارتحل وركب ناقته فقال يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فقال “أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ” إلى قوله “مجرمين” وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال قتادة بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها ؟ هيهات هيهات له ذلك فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ” احبسوا علىّ الركب” فأتاهم فقال “قلتم كذا وكذا” فقالوا يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال ابن إسحاق وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بني عمرو بن عوف ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشن بن حميّر يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين في الحبال، إرجافا وترهيبا للمؤمنين، فقال مخشن بن حميّر والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني لعمار بن ياسر أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا” فإنطلق إليهم عمّار فقال ذلك لهم.

فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على راحلته، فجعل يقول وهو آخذ بحقبها يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله عز وجل ” ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ” فقال مخشن بن حمير يارسول الله قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مخشن بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر، ومن صور الإستهزاء ماحدث أيضا في الطريق إلى تبوك حيث ضلت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زيد بن اللصيت وكان منافقا أليس يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلا يقول وذكر مقالته وإني والله لا أعلم إلا ماعلمني الله، وقد دلني الله عليها هي في الوادي في شعب كذا وكذا، وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها فذهبوا فأتوه بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى