أنواع العبادة وأشكالها المشروعة بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأربعاء الموافق 21 أغسطس 2024 الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد إن اليوم زادت حمأة القوم الكافرين الغاشمين وتضاعفت سطوتهم على المسلمين حتى بلغت عقر دارنا فيرسمون الخطة ويضعون الخدعة يضاهؤون فعل اليهود هزمهم الله ويدسون الدسائس ويحيكون المكائد ليوقعوا بين المسلمين فمرة يدعمون العراق لغزو الكويت الدولة العربية الشقيقة لها ثم ضخموا الأمر حتى بينوا للرأي العام العالمي أنه ينوي العراق إجتياح السعودية فكانت أعظم ذريعة لدخول القوات الأمريكية إلى الجزيرة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة وهكذا بدأت الأحداث الدموية التي لم يحسب لها المسلمون حسابا وهاهم يسددون ثمن أخطائهم ويدفعون فواتير ثقتهم بعدوهم.
الذي أكل الأخضر واليابس وأذاق المسلمين سعيرا، وعذابا أليما، التي أذلت العزيز وأهانت الكريم وقتلت المسلم وتركت الكافر وحدث عن ديمقراطية أمريكا ولا حرج فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إنا نبرا إليك مما فعلت أمريكا وأعوانها ونعتذر إليك مما فعلت الأمة الإسلامية وتفرقها، فعلينا أن نعود إلي كتاب الله وسنة نبيه، فلقد كانت العبادة راحة للنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا تعب ونصب قال “أرحنا بالصلاة يا بلال” كما صح عند أحمد وأبي داود، وكان صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الصلاة حينما تشتد عليه الكروب، وتزيد عليه الهموم فعن حذيفة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا حزبه أمر صلي” رواه أحمد، وهل تأملت في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟
إن من بينهم شاب نشأ في عبادة ربه فاستحق يوم تنكب الشمس على الخلائق فتلجمهم في عرقهم، أن يحظى بظل مميز، إنه ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، فكم للعبادة من حلاوة في قلب المؤمن، يجد فيها راحته وسلوته، وكم لها من طمأنينة يجد فيها المهموم أنسه وبرد فؤاده فسبحانه وتعالي يقول “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” فتطمئن القلوب فلا تشعر بغم ولا تحس بهم وتشعر أن مصائب الدنيا مهما بلغت عظمتها فإنها هينة أمام ذكر الله تعالي وسهلة تحت قدرة الله تعالي ما دمت مع الله تعبده وترضى بقضائه وقدره وتعلم أنه سبحانه لن يضيع صبرك ولن ينسى إيمانك، ولكن أين الذين يستلذون بعبادة الله تعالي كما يستلذ غيرهم بالطعام والشراب وأين من يستلذ بمناجاة ربه، وبالصدقة في وجوه الخير وبالإحسان إلى الناس والتخلق بأحسن الأخلاق.
وبكل أنواع العبادة وأشكالها المشروعة، ويستلذ ويحس بطعم الحلاوة الإيمانية يسري في جوانحه ولو أجهد بدنه وترك الدنيا من خلفه وزهد في مناصبها ومتعها في سبيل أن يتذوق طعم العبادة لربه، فقيل للحسن البصري ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره، وقال سفيان ترى صاحب قيام الليل منكسر الطرف فرح القلب، وكان الحسن بن صالح يقوم الليل هو وجاريته فباعها لقوم، فلما صلت العشاء افتتحت الصلاة، فما زالت تصلي إلى الفجر، وكانت تقول لأهل الدار كل ساعة تمضي من الليل يا أهل الدار قوموا، يا أهل الدار قوموا، يا أهل الدار صلوا، فقالوا لها نحن لا نقوم إلى الفجر، فجاءت إلى الحسن بن صالح الذي باعها وقالت له بعتني لقوم ينامون الليل كله، وأخاف أن أكسل من شهود نومهم ، فردّها الحسن رحمة بها ووفاء بحقها.