مقال

إنطلاق رسالة الإسلام

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن إنطلاق رسالة الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر عدد ماغردت الأطيار على الأشجار، والله أكبر عدد مالمعت السماء أقمار، الله أكبر عدد من طاف بالبيت وزار، الله أكبر ماصام الصائمون، الله أكبر مابكى الخاشعون وأن المذنبون، الله أكبر، الله أكبر عدد مانطق اللسان ورُفع الآذان، الله أكبر عدد ما وزن في الميزان وقرئ من القرآن، الله أكبر خلق الخلق فأحصاهم عددا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، الله أكبر خلق كل شيئ بقدر، وملك كل شيئ وقهر، عنّت الوجوه لعظمته ،وخضعت الرقاب لقدرته، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لاتُعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير.

وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار ثم أما بعد إن غار حراء هو المكان الذى كان يختلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فى البداية قبل نزول القرآن عليه، وفيه نزل عليه الوحى لأول مرة، ومنه انطلقت رسالة الإسلام من مكة المكرمة إلى جميع أنحاء العالم، ولم يختلي النبى صلى الله علي وسلم، فى غار حراء بعد البعثة، كما أنه كان يختلى فيه لمدة شهر من السنة قبل نزول الرسالة بسنوات عدة، ويقع الغار على بعد عشرين مترا من قمة جبل النور، ويتطلب الوصول إليه الصعود إلى القمة ثم الهبوط إلى مكانه ويتكون غار حراء من فتحة فى داخل صخور جبل النور ومساحته صغيرة جدا، ولا تتسع سوى لعدد قليل من الأشخاص.

كما أن مدخله ضيق جدا، ويمكن الدخول إليه فقط عبر إمالة الرأس، لتخطى الانحناءات الكثيرة الموجودة هناك، ويمكن مشاهدة مكة المكرمة من أعلى جبل النور، الذى يتواجد فيه غار حراء ويعتبر غار حراء حاليا مزارا لحجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين الذين يزدحمون أمام مدخله للتسابق فى دخوله، وهو يحتل كغيره من الأماكن الدينية والتاريخية مكانة فى قلوب المسلمين، الذين يستغلون أيام وجودهم فى مكة المكرمة لزيارته ويبدأ الحجاج بالتوافد إليه عادة بعد صلاة الفجر تقريبا، ويستغرق الصعود إلى قمة جبل النور ثلاثين دقيقة، تختلف باختلاف قدرة الحاج وصحته وعدد الدرجات التى يصعدها الزوار لغار حراء، يبلغ أكثر من ألف وأربعين درجة للوصول إليه، وقد ضربت السيدة خديجة رضي الله عنها أروع الأمثلة للسيدة الصالحة التي توأزر زوجها وتقف إلى جواره.

فقد كانت تقف إلى جوار الرسول صلي الله عليه وسلم في خلوته، وتشجعه عليها رغم أن هذا كان أمرا مستغربا في مكة ورغم أن الغار كان في مكان موحش ولكنها كانت تثق بقرارات زوجها ورغم غيابه الكثير عليها لم تنهه عن الخلوة بل كانت تشجعه وتسانده وهذه في الحقيقة صفة مهمة صفات الزوجة الصالحة حيث تقف مع زوجها فيما يريد، وتؤيده وتشجّعه، وتكون عضدا له في اختياراته، فهذا من أفضل الأمور التي تقوي الرابطة بين الرجل وزوجته، وبعد البعثة لم يعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يختلي بغار حراء، ولكنه كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان بالمدينة وكأنه فعل ذلك ليعطي درسا مهما للدعاة ليقوموا بعملهم ويخالطوا الناس وفي نفس الوقت يحافظوا على نقاء سريرتهم بالاختلاء ولو أيام معدودة في السنة، لكي يعيدوا فيها ترتيب أوراق حياتهم ويصلحوا من أنفسهم حتى يستطيعوا بعدها إصلاح المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى