القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صاحب التجارب والخبرات

الدكروري يكتب عن صاحب التجارب والخبرات

الدكروري يكتب عن صاحب التجارب والخبرات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم مع زوجاته حياة كريمة مليئة بالمحبة والوئام لا صياح ولا صراخ، إذ كان صلى الله عليه وسلم يكرم ولا يهين، يوجه وينصح، ولا يعنف أو يجرح، بل كان يتحمل غضبهن دون تعنت ولا تجبر ويقابل ذلك بالعفو والصفح واللين والصبر والكلمة الطيبة، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخلت عليه ابنته فاطمة رضي الله عنها، اخذ بيدها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه، بل كان صلى الله عليه ويسلم يسر إليها الحديث ويخصها بإسرار دون غيرها، ومن عظم إنسانيته صلى الله عليه وسلم ورحمته أن هذا الاهتمام والحب والعطف لم يقف عند أبنائه وأحفاده بل كان لجميع الاطفال، فكان يسلم عليهم،ويمسح على رؤوسهم.

 

وهكذا فعندما يكون هناك كبار يضبطون الأمور يستقيم حال المجتمع، الشرع أراد هذا، فإنه واضح من الأحاديث، وواضح من النصوص الشرعية تركيز الضوء وإبراز هذه المكانة لأداء هذا الدور، وهذا مما ينبغي أن يبقى في المجتمع، أما أن تضيع القضية ما بين تخلى من هنا، وتمرد من هنا وبعض الشباب لا يرى قيمة للكبير أصلا ويراه منتهي الصلاحية مصيبة، الرأي قبل شجاعة الشجعان، وإن الرأي أحيانا لا يقدر بقيمة مادية من الذي يأتي به هذا الكبير في العائلة، هذا الرجل المسن، هذا الذي عاركته الحياة صاحب التجارب والخبرات، وعندما ينقص شيء يستعان بالأمثل فالأمثل، لكن لابد من وجود هذا الدور، هذا الدور مهم في ضبط الشباب مع زوجاتهم، مهم في ضبط الأشياء المالية.

 

مهم في عدم الاستعلان والمجاهرة بالمنكرات، مهم جدا هذا الدور، وإلا يصبح المجتمع ضائعا بلا هوية مالهم كبير، يقولون هذه الأسرة مالهم كبير، هذا الشاب الطائش ما عنده كبير في العائلة يحكمه، من الذي يعقلهم الكبار، وهكذا فإن احترام الكبير خلق إسلامي، وإن الحكمة من اهتمام الإسلام بالكبير، وقد منح الإسلام كبار السن الحق في التقدير والإجلال والإحترام لما لهم من فضل في السبق في الوجود والتجربة، كما ولهم السبق في عبادة الله تعالى، ويعدّ الضعف صفة ظاهرة في هذه المرحلة، ويكون الإنسان فيها أحوج إلى المساعدة والاهتمام من غيرها من مراحل حياته ولذلك جاءت كثير من الأدلة الشرعيّة التي تدل على الاهتمام بالكبير ابتداء من الإحسان إلى الوالدين، وكبار السن سواء كانوا رجالا أو نساء.

 

والعطف على الضعفاء منهم، ومساعدة المحتاجين منهم، فقد أوجب الإسلام وجميع الشرائع السماوية السابقة بالإحسان للوالدين ورعايتهم، فقال تعالى “وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا” كما وحرّم عقوقهم وعصيانهم بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان بكلمة أف، ولقد وصي الله عز وجل في كتابه الكريم بالوالدين، وأمرنا جميعا أيها الناس بالعبادة له عز وجل ثم الوصية بالوالدين وكما حرّم عقوقهم وعصيانهم بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان بكلمة أف، وقد جاء عن الحسن بن علي رضي الله عنه قوله لو كان هناك شيء أدنى في العقوق من كلمة أف لحرمه الله تعالى، ورعاية الوالدين تكون أوجب ما يكون في حال كبرهما في السن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى