أشعار وقصائد

رسائل من حجر 

جريدة الأضواء المصرية

رسائل من حجر 

نهمتُ بها و الروحُ ساجدةٌ لقربها

       كفيفةٌ بظلِ الشيطانِ تلدغُ كالثعابينَ

دارتْ و هي تشكو منها في وهنٍ

            كربٌ و فراق و دمعٌ بقهرُ الحنينَ

كانت بقربي تلهو كفراشةٍ بالنسيمِ

          فمالها تكسرني في الرحيلِ بالأنينَ

أطاحتْ كالعداءِ بسيفها تغزو جسدي

          ماهرةٌ تجيدُ القتلَ و الطعنُ المبينَ

أتمضي و الروحُ تعنُ لثراها شغباً

            أيامٍ أخرى كانتْ و وهجُ السنينَ

بالأمسِ كنتُ أتنفسها حينَ تقابلنا

            و اليومُ أجرُ ذكرُها بالعمرِ حزينَ 

يا دارُ قل لمن حملوا أرواحنا 

              عودوا بها كي نحيا بكمُ بالوتينَ

أعيدوا يا من تلذذوا بهدمنا دهراً 

             فإنَ البكاءَ قد شاخَ بالألمِ مُهينَ

قد توارثنا من الأيامِ كلَ وجعٍ

            وأودعنا الحياةَ بذلها نرسو تائهينَ

وماكنا نشخذ من السماءِ إلا قلُيلنا 

             فمالها دارتْ السماءُ بالمرِ تُقصينَ

عند بلوغِ الشبابِ تقاسمنا فرحاً

           فلما عادتْ من بعد اللقيانِ تبكينا

فكلهنا نشيخُ و العمرُمازالَ يحملنا 

         عصفٌ يشتتنا جراحاً و عصفٌ حينَ

عيونٍ قد دفنتْ بالدمعِ مراً حتى 

            سرابٌ كانتْ تقسُ بفراقها و تهينَ

هويتها والروحُ دارتْ تعبدها إلهةً

         فكيفَ تناثرتْ و قلبي بظلها سَجينَ

ها نحنُ عدنا غرباءَ نقطعُ بالوصلِ

          يجاهدنا كسرٌ و كسرّ بجمرِ مأقينا

كنا نحملها بالقرةِ غيمةً تباركنا

         فإلى أين مضتْ تمضي بقفرِ مأسينا

و كأنها تباعدتْ بجرحنا عن قصدٍ

            دامتْ كالحجرِ تسدُ منامَ ليالينا

فلا جارَ الصبرُ ليؤنسَ أحزاننا

            و لا الزمانُ دارَ علينا كملاكِ يُعينَ

فإني أشرعتُ بذارعي للسماء ناجياً

           أيا ربً أعنْ بحالنا و بدلْ بالسنينَ

فمالنا نجرُ بالنكساتِ نسقطُ زحفاً 

            و دارُ النعيمِ يهربُ منا ليومِ الدينَ 

بقلم الشاعر …. مصطفى محمد كبار 

ابن حنيفة العفريني

حلب سوريا في ٢٠٢٥/٦/١٤

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى