نماذج مشرفة
حصل الدكتور الجوهري الشبيني علي لقب سفير الأمم المتحدة بسبب جهوده الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة
جريدة الأضواء المصرية

خبير الطاقة الدولي الجوهري الشبيني سفير الأمم المتحدة
حصل الدكتور الجوهري الشبيني علي لقب سفير الأمم المتحدة بسبب جهوده الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة.
كتب يحي الداخلى
وفي هذا الإطار ، صرح دكتور الجوهري الشبيني، خبير الطاقة الدولي، ان أول شعاع أمل أخضر – النمسا تسجل أدنى مستوى للانبعاثات منذ عقود، في زمنٍ تزداد فيه حرارة الأرض، وتخنق المدن بدخان السيارات والمصانع، يطل خبر من النمسا كنسمة هواء نقي وسط عاصفة التلوث: انخفاض تاريخي في انبعاثات الغازات الضارة خلال عام 2023، بنسبة بلغت 6.5%، وهي النسبة الأعلى التي تُسجّل منذ عقود.
هذا التراجع، الذي أعلنت عنه الوكالة الفيدرالية النمساوية للبيئة يوم 17 أبريل 2025، لم يكن مجرد تحسن عابر في الأرقام، بل خطوة فعلية نحو تصحيح المسار البيئي، حيث انخفضت انبعاثات الغازات الدفيئة إلى 68.6 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون – وهو ما يُعد كسرًا للحاجز الرمزي الذي طالما بقي فوق عتبة الـ70 مليون طن.
متى نسمع صراخ الطبيعة؟
البيئة لم تعد ملفًا جانبيًا في نشرات الأخبار، بل صرخة استغاثة دائمة. الاحتباس الحراري، وذوبان الجليد القطبي، وحرائق الغابات، ونفوق الكائنات البحرية، كلها مؤشرات واضحة على أن كوكب الأرض يختنق، وأن الوقت لم يعد في صالحنا.
لكن المفارقة أن هذا التدهور البيئي يجري تحت أعيننا، وغالبًا بصمتنا. فبينما تسعى دول كالنمسا لتقليل بصمتها الكربونية، لا تزال دولٌ أخرى تصر على تكديس الأرباح على حساب الغلاف الجوي، والمحيطات، والتوازن الطبيعي.
النمسا تقدم نموذجًا.. فهل يُحتذى؟
ما يُحسب للنمسا أنها لم تكتف بالتصريحات، بل اتخذت خطوات ملموسة نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة، وتعزيز النقل المستدام، وتشجيع السياسات البيئية المتقدمة، وهو ما دفع الوكالة الفيدرالية لتوقّع انخفاضًا إضافيًا بنسبة 2.7% في عام 2024.
وقد لا تبدو هذه الأرقام ضخمة للوهلة الأولى، لكنها تمثل نقطة تحوّل مهمة في مسيرة أوروبا نحو الحياد الكربوني. ففي عالمٍ تقاس فيه النجاحات البيئية بالأطنان المنقوصة من السموم، كل طن يُحسب، وكل خفض يُحدث فرقًا.
البيئة ليست ترفًا
لعلّ أهم درس علينا استيعابه اليوم، هو أن البيئة ليست ملفًا للنقاش، بل قضية وجودية. فالتلوث لم يعد مجرد دخان في الهواء، بل مرض في أجسادنا، وسمّ في مياهنا، وخراب في مناخنا، وانقراض في تنوعنا البيولوجي.
الطبيعة تعاقب بصبر، لكنها لا تنسى. وكل تأخير في اتخاذ قرارات شجاعة لحمايتها، سيُدفع ثمنه غدًا من صحة أطفالنا ومستقبلنا المشترك.
ختامًا…
إذا كانت النمسا قد استطاعت أن تكسر حاجز التلوث التاريخي، فالفرصة لا تزال أمام العالم ليلتحق بركب التغيير.
السؤال هو: هل نريد حقًا أن ننقذ كوكبنا؟ أم سنبقى ندفن رؤوسنا في رماد المصانع وأنقاض الغابات؟

حصل الدكتور الجوهري الشبيني علي لقب سفير الأمم المتحدة بسبب جهوده الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة