نماذج مشرفة

الدكتور عطية سعد خليفة سليمان… تكريم مستحق لعالم من طراز رفيع في قلب الجزائر

جريدة الأضواء المصرية

الدكتور عطية سعد خليفة سليمان… تكريم مستحق لعالم من طراز رفيع في قلب الجزائر

متابعة :الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في قلب المغرب العربي، وفي مدينة الطارف الجزائرية تحديداً، علت الأكف بالتقدير والاحترام في لحظةٍ علميةٍ تاريخية، حين تم تكريم الدكتور عطية سعد خليفة سليمان، الأستاذ بكلية الحقوق – جامعة المنصورة – جمهورية مصر العربية، خلال مشاركته الفعالة في الملتقى الدولي الافتراضي حول: الجرائم المعلوماتية العابرة للحدود وسبل مكافحتها، والذي احتضنته جامعة الشاذلي بن جديد – كلية الحقوق والعلوم السياسية يوم 20 أفريل 2025.

لم يكن مجرد تكريم روتيني يُمنح لأجل الحضور، بل كان اعترافًا حقيقيًا بمكانة علمية رفيعة، وإشادة بطرح أكاديمي عميق قدّمه الدكتور عطية، عبر مداخلته الثرية تحت عنوان: “الجوانب الموضوعية والإجرائية للجرائم المعلوماتية العابرة للحدود”. عنوان يحمل في طياته قضية من أخطر ما يواجه العالم الحديث: الجرائم الإلكترونية التي لا تعترف بسيادة، ولا تتوقف عند حدود، وتهدد أمن الدول وخصوصية الأفراد على حد سواء.

التكريم جاء تتويجًا لمسيرة أكاديمية حافلة

إن هذا التكريم، الموقع من السيدة عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية بالطارف ورئيس الملتقى، لم يكن سوى نقطة ضوء في مسار عالم قضى سنواته باحثًا، محللًا، وناقدًا لكل ما يمس منظومة العدالة والقانون في ظل التطور الرقمي المتسارع. فالدكتور عطية سليمان لم يأتِ إلى الجزائر ليحاضر فقط، بل جاء حاملاً رسالة، مفادها أن القانون يجب أن يتطور كما تتطور الجريمة، وأن الجريمة العابرة للحدود لا تُواجه بنصوص كلاسيكية، بل بعقل قانوني مرن، عابر هو الآخر للحدود والجمود.

جامعة المنصورة تفتخر، ومصر تحتفي بابنها البار

حين يُذكر اسم الدكتور عطية في المحافل الدولية، فإنما يُذكر مقرونًا بالثقة والرصانة والعلم. جامعة المنصورة، واحدة من أبرز الجامعات العربية في العلوم القانونية، تتباهى بأمثال هذا الرجل، الذي لا يكلّ عن تمثيلها بأبهى صورة، ناقلاً خبراته إلى طلابه، وزملائه، والمجتمع الأكاديمي العربي والدولي.

الملتقى.. منصة دولية والمداخلة المصرية تشعّ حضورًا

كان الملتقى الافتراضي فضاءً دوليًا جمع نخبة من الباحثين والمتخصصين من مختلف البلدان، ومع ذلك، خطف الدكتور عطية الأضواء بمداخلته المحكمة التي غاصت في أبعاد الجرائم المعلوماتية، من حيث تعريفها، تكييفها القانوني، خصوصياتها الإجرائية، والفراغات القانونية التي تسمح لها بالتمدد. استعرض تجارب دولية، وناقش حدود التعاون القضائي، وأطلق دعوات صريحة لوضع أطر قانونية جديدة تراعي هذا النوع من الجرائم غير التقليدية.

لماذا يستحق الدكتور عطية هذا التكريم؟

لأنه ببساطة، لا يكتفي بالشرح النظري، بل يربط بين النص والواقع، بين القانون والتكنولوجيا، بين المتغيرات الاجتماعية وبين أدوات الردع القانوني. لأنه يملك الجرأة العلمية على خوض الملفات المعقدة دون خوف، ويملك تواضع العلماء حين يُنصت لمداخلات غيره بعقل منفتح. ولأنه يحمل على عاتقه مسؤولية أجيال من القانونيين الشباب الذين ينظرون إليه كمثال يُحتذى في المهنية والالتزام.

من الطارف إلى العالم… صدى يتردد في الأوساط الأكاديمية

الاحتفاء بالدكتور عطية لم يتوقف عند الشهادة الرسمية التي وُقّعت بأحرف الاحترام، بل تجاوزه إلى إشادة الحاضرين، وتداول خبر تكريمه على المنصات الأكاديمية، واهتمام الباحثين بمداخلته التي ستظل مرجعًا لكل من يسعى لفهم أبعاد الجرائم الإلكترونية الحديثة.

وفي الختام…

من مصر إلى الجزائر، ومن جامعة المنصورة إلى جامعة الشاذلي بن جديد، تنتقل المعرفة ويُزرع الوعي، ويمتد الجسر بين الأشقاء، بفضل قامات قانونية بحجم الدكتور عطية سعد خليفة سليمان. هو تكريم لمكانة، ورسالة علمية تتخطى المراسم والشكليات، لتقول: “العلم لا يعرف حدودًا، والتقدير الحقيقي لا يُصطنع، بل يُنتزع بجهدٍ وعرقٍ وفكرٍ نير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى