البقاء للأقوي : عبارة سمعناها منذ صغرنا،وكبرنا وكبرت معنا، ولكننا لم نجعلها دستورا ومنهاجا لحياتنا. ولا نستعملها إلا عند الضرورة الملحة، والتى تجبرنا عليها الظروف والمواقف. ويرجع ذلك إلى إننا – نحن المصريون – شعب طيب مسالم لا يحب العنف، ولا يحب الغدر، ولكنه يسعى وراء الكسب الحلال، ولقمة العيش المغمسة بالتعب والشقاء؛ فيحلو طعمها في فمنا. ولكن مع مرور الأيام والسنين، وتتابع الأحداث، والتسارع المادي الرهيب، والذي ترتب عليه إنعدام الأخلاق، وتخلي الناس عن مبادئها. وهناك سبب أقوى، وهو ظهور أمريكا على الشاشات العربية، ما بين أفلام ومسلسلات، ومابين أناس يسافرون إليها لسبب أو لأخر، ويكتسبون عادات وتقاليد وبالأخص منها هو أن المادة أساس كل شئ. المال هو الأهل، وهو الصحبة، وأصبح كثير من الدول العربية تلهث وراء المال بكل الطرق مهما كانت السبل، وانجرفت وراء السياسة الأمريكية، ونست أنها ذات دين ومبادى. ونست أنها تنهج المنهج الإسلامي القويم الذي يحمينا حتى من أنفسنا. والحقيقة عندما نذكر هذا ونجد الكثير تأثر بهذه السياسة، وبالتبعية أثرت في سلوك شعوبها، في سلوكها، في مبادئها، إلا أن مصر وعلى الرغم من انجراف جزء بسيط من شعبها وراء هذه السياسة لكن السواد الأعظم منه رفضها متمسكين بالدين ومبادئه وقيمه وأخلاقه. وفي ظل الأحداث المتلاحقة التي شغلت العالم لم تنغمس السياسة المصرية في هذا المدمار ولكن أخذت على عاتقها تسليح الجيش المصري بكل أنواع الأسلحة والأكثر تطورا منها، هذا إلى جانب تحسين علاقاتها مع كل بلدان العالم، وبدأت تبادل المصالح المصرية بينها وبين أية دولة أخرى، وكان هذا التبادل ينصب داخليا في تجديد كل نواحي مصر. وكأن مصر تبنى من جديد؛ وبهذا خرجت من عباءة التبعية لأي دولة وخاصة أمريكا، وأصبحت ترتدي عباءة الندية وفقا لمصاحها الخاصة ومصلحة شعبها، وليس لأحد سيادة عليها إلا نفسهاوقرارها
. ومع تطور الأحداث استخدمت مصر هذه العبارة ( البقاء للأقوي) ليس افتراءا، ولا عد ونا، ولا حتى فرض عضلات، ولكنها استخدمتها دفاعا عن وجودها، دفاعا عن كيانها؛ متمسكة بالدين ومبادئه،ورضا الله – سبحانه وتعالى – معلنة وما النصر إلا من عند الله.