مقال

خيانة الشعوب المسلمة المستضعفة

جريدة الأضواء المصرية

خيانة الشعوب المسلمة المستضعفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 17 ديسمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن الخيانة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، فالقسم الأول هو خيانة على المستوى العالمي، والقسم الثاني هو خيانة على مستوى الأمة، والقسم الثالث هو خيانة على مستوى الأفراد، أما الخيانة على المستوى العالمي فإنها الخيانة التي فاح عفنها ونتنها في كل البقاع والأصقاع، إنها خيانة عالمية، خيانة يخطط لها الغرب أعداء الدين أعداء الإسلام، بكل الهيئات وبكل المنظمات وبكل الأحلاف الدولية التي تخصهم وتؤصل الآن للخيانة تأصيلا، إنها خيانة الشعوب المسلمة المستضعفة.

وهذه الخيانة العفنة النتنة التي تمارس على خشبة المسرح العالمي؟ لقد جلس النظام الغربي على مقاعد هذا المسرح العالمي ليصفق بقوة وحرارة وجدارة للجندي اليهودي، والصليبي الجبان الغشوم الظالم، وقف النظام الغربي الخائن كله ليصفق لهؤلاء المجرمين، بل ليمنحهم السلاح لا من وراء ستار، بل على مرأى ومسمع من العالم كله، فماذا تنتظر الأمة؟ وأي شيء تنتظر هذه الأمة؟ إنه عالم لا يعرف إلا الخيانة، وعالم لا يقر إلا لغة الحرب ولغة الرصاص، فأين المسلمين ونخوتهم وحميتهم في الدفاع عن إخوانهم، وثانيا هي خيانة على مستوى الأمة فأقول بملء الفم وبأعلى الصوت ما خان الغربي إلا يوم أن تخلت أمة الأمانة عن الأمانة، وما تولى الرجل الغربي قيادة العالم وقيادة الأمة إلا يوم أن وقعت الأمة في الخيانة.

فلقد خانت الأمة ربها ورسولها صلي الله عليه وسلم، وأنا أعي كل لفظة أرددها، لقد خانت الأمة ربها ورسولها، فقال الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتاكم وأنتم تعلمون ” وقال ابن عباس رضي الله عنهما في معناها “لا تخونوا الله بترك فرائضه، ولا تخونوا الرسول بترك سنته، ولا تخونوا أماناتكم بتضييعها” فخانت الأمة ربها ونبيها، وضيعت الأمانة يوم أن وسدت الأمر إلى غير أهله، وهذا هو تفسير نبينا لتضييع الأمانة كما في صحيح البخاري أنه كان صلى الله عليه وسلم يحدث الناس يوما، فجاء أعرابي فقال “يا رسول الله متى الساعة؟ فمضى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه ولم يجب الأعرابي، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه سأل عن الأعرابي وقال أين السائل عن الساعة آنفا؟

فقال الأعرابي ها أنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” فقال الأعرابي الفقيه فكيف إضاعتها يا رسول الله؟ فقال “إذا وسد الأمر إلى غير أهله” رواه البخاري، ووالله لقد وسد الأمر إلى غير أهله، إلا من رحم الله، ولقد صرنا كما قال الشاعر وراعي الشاة يحمي الذئب عنها، فكيف إذا الرعاة لها الذئاب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “سيأتي على الناس سنوات خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل ومن الرويبضة يا رسول الله؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى