مقال

أدركته شفاعتي يوم القيامة

جريدة الأضواء المصرية

أدركته شفاعتي يوم القيامة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله بما أسدى والشكر له ما تنسمت علي الخلائق جدواء، فأي آلاء الله أحق أن تُشكر؟ أجميل أظهره؟ أم قبيح ستره وما أبدى؟ ولم تزل آلاء ربك تتوالى، ما منّ ربك عطائه، وما أكدي وما أكدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد روي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال لما نزل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ” بأبي وأمي إني أكره أن أكون فوقك، وتكون أسفل مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أرفق بنا أن نكون في السّفل لما يغشانا من الناس ” فلقد رأيت جرّة لنا إنكسرت، فأهريق ماؤها، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة، والقطيفة كساء له خمل، لنا، وما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقا. 

والفرق هو الخوف من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منا شئ يؤذيه ” رواه مسلم، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال وما كان أحد أحب إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلّ في عينيّ منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالا له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عينيّ منه ” رواه مسلم، ولما أذنت قريش لعثمان في الطواف بالبيت حين وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم في القضية أبى، وقال ” ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث قيلة ” فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا القرفصاء أرعدت من الفرق، وذلك هيبة له وتعظيما، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ” إن كان ليأتي عليّ السنة، أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ، فأتهيب منه. 

وإن كنا لنتمنى الأعراب، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كانت أبواب النبي صلى الله عليه وسلم تقرع بالأظافير ” رواه البخاري، وعن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه كان في مجلس قومه وهو يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يقبل على بعض يتحدثون، فغضب، ثم قال انظر إليهم أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم يقبل على بعض؟ أما والله، لأخرجن من بين أظهركم، ولا أرجع إليكم أبدا، فقلت له أين تذهب؟ قال أذهب فأجاهد في سبيل الله ” رواه الطبراني، وإن من أسباب نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو كثرة صلاة النافلة، فقد جاء في حديث ربيعة بن كعب قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سلني أعطك ” قلت يا رسول الله، أنظرني أنظر في أمري. 

قال “فانظر في أمرك” قال فنظرت، فقلت إن أمر الدنيا ينقطع فلا أرى شيئا خيرا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” ما حاجتك؟” فقلت يا رسول الله اشفع لي إلى ربك عز وجل فليعتقني من النار، فقال ” من أمرك بهذا؟” فقلت لا والله يا رسول الله، ما أمرني به أحد، ولكني نظرت في آمري فرأيت أن الدنيا زائلة من أهلها، فأحببت أن آخذ لآخرتي، قال ” فأعنّي على نفسك بكثرة السجود” وكما أن من أسباب نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وكما أن من أسباب نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم عشرا في الصباح والمساء، فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من صلى على حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم

 القيامة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى