مقال

العقل في الإنسان

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن العقل في الإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 22 يوليو 2024

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد إن العقل في الإنسان هو أحد الضرورات الخمس التي أوجب الشارع حفظها، حيث يقول الإمام الشاطبي في الموافقات ومجموع الضرورات خمس هي حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وهذه الضرورات إن فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج، وفوت حياة، وفي الآخرة فوت النجاة والنعمة، والرجوع بالخسران المبين، فالعقل من أعظم الفروق بين الإنسان والحيوان، وهو مناط التكليف، فالإنسان لا يكلف حتى يبلغ الحلم، ويكون عقله ثابتا، ولهذا فالمجنون لا ترتبط به التكاليف ولا تناط به، بل يرفع عنه القلم حتى يعود إليه عقله، وإن آفة المجتمعات اليوم هي المسكرات والمخدرات وهى أم الخبائث وأم الكبائر وأصل الشرور والمصائب.

 

وقد شتتت الأسر، وهتكت الأعراض، وسببت السرقات، وجرأت على القتل وأودت بأصحابها إلى الانتحار، وأنتجت كل بليّة ورذيلة، وقد أجمع على ذمها العقلاء منذ عهد الجاهلية، وترفع عنها النبلاء من قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام ذمّها وحرّمها ولعنها، ولعن شاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وإن من أعظم المخاطر التي يتسبب بها تعاطي الخمور والإدمان على شربها، هو تأثيرها على القوى العقلية لدى الإنسان فيفقده إياها، حيث يُعد العقل من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، إذ إن إدمان شرب الخمر يؤثر على مركز الذكاء لدى الإنسان، ويعمل على انخفاض نسبته، كما يلعب دورا في إتلاف مراكز الدماغ وضمورها، وهذا ما يمكن إثباته بواسطة الأشعة المقطعية المحورية للدماغ، والتأثير الذي يسببه شرب الخمر على خلايا الدماغ. 

 

يتجسد ظاهريا على جسم الإنسان بعدة أمراض خطيرة، منها العته الدماغي، وفقدان الشخص الذاكرة، خاصة للأحداث التي عايشها حديثا، وليسد الإنسان هذه الفجوة، يلجأ لاختلاق الأحداث التي ليس لها أي اتصال بالواقع، وكما أن الخمور تسبب اعتلالات أخرى في الدماغ، ويعمل ذلك تبعا إلى إضعاف الذاكرة تدريجيا، وتعطيل وظائفها، وهذا لا يعني أن الأعصاب الطرفية يمكن أن تنجو من أي خطر يهددها، إذ إن من يدمن شرب الخمر، يفقد الإحساس بأطرافه، كما أن هناك العديد من المخاطر التي تؤثر على الجهاز العصبي بجميع أجزائه، والمشروبات الكحولية هي عبارة عن مشروبات تحتوي على نسبة محددة من الكحوليات والتي تتمثل في الخمرة بأنواعها، ومصدرها محدد قد يكون فواكه مثل التمر والزبيب والعنب أو مصدرها حبوب مثل الشعير أو الذرة أو النشا. 

 

أو السكر أو الحنطة أو البطاطس، ولكن في كل الأحوال فإن المركب الأساسي الذي يدخل في تركيب الخمر هو الكحول الإيثيلي أو الإيثانول، والإسم العلمي للخمر أو الكحوليات، وهو عبارة عن سائل طيار في وجود الحرارة، ولكنه يذوب بسرعة وذلك لأنه أقل كثافة من الماء، بالإضافة إلي أن طعمه لاذع، ويقبل الإشتعال، ولقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم الخمر، كما أن شرب الخمر يُعد كبيرة من الكبائر التي يجب على المسلمين البُعد عنها واجتنابها، ولقد جاءت السنة النبوية بتحريم الخمر والنهي عن شربه، حيث ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، 

 

فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه، وغضب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال، قيل يا أبا عبد الرحمن، وما نهر الخبال؟ قال نهر يجري من صديد أهل النار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى