مقال

إجتثاث الفساد من الأرض

جريدة الأضواء المصرية

إجتثاث الفساد من الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن عقبة السخرية والإستهزاء تصدم بعض الدعاة وآخر تفت في عضده وآخر تقهقره وتجنبه وآخ لا تزيده إلا صلابة في الحق وإصرارا على الإستمرار في منهج الإصلاح ومقاومة الباطل وهذا النمط الأخير هو الذي تحتاجه الأمة، وهو زاد الدعوة إلى دين الله الحق لأن صاحبه ينظر إلى أقوال الأنبياء والرسل، فيعلم ويستيقن أنه وارث لتركتهم وهم لم يخلفوا للناس إلا دعوة الخير والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتثاث الفساد من الأرض، ولهذا لا يعبأ بهذا الإستهزاء ولو كدر خاطره.

فإنه من الأذى الذي لا بد منه في سبيل الدعوة ولهذا فقد ربح بيعه لا يقيل ولا يستقيل، وإن من صور الاستهزاء بالله تعالي هو مايقوله الماديون الملحدون ” أنه لا إله، والكون مادة والطبيعة تخبط خبط عشواء ولا حدّ لقدرتها على الخلق، ويمثل هذه الصورة كل شيوعي ماركسي مادي ولو نطق بالعربية الفصحى، وتربى على الفكر المادي الإلحادي شرذمة من الناطقين باللغة العربية وجاءوا بغثاء من القول سموه شعرا حرا أرادوا من خلاله التمرد على كل ثوابت هذه الأمة فسخروا بالله وإستهزأوا به وتجرأوا جرأة لم يكد يسبق إليها، وحين تقرأ كلامهم تجد كفرا بواحا تقشعر منه الجلود، وكما أن من صور الإستهزاء هو الإستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وإن الله سبحانه وتعالى قد عظم قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بطاعته ورد الأمر إليه فقال سبحانه وتعالى “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وقال تعالى في سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا” ويقول تعالى في سورة النساء ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما” وهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه لا يجوز غمزه ولا الإستهزاء به، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وخرج من الملة وإليك طرف من صور الإستهزاء بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ولقد تبجح المستهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا الحاضر بألفاظ كفرية ملحدة، تقشعر منها الأبدان ومن ذلك شعراء الحداثة إن كان يصح تسميتهم بشعراء فقد وقعوا فريسة للأفكار الإباحية الكفرية التي استوردت من مذاهب أدبية غربية وشرقية كافرة، إنهم من بني جلدتنا ويتسمون بأسمائنا وهم أخطر على ديننا من أعدائه الأصليين هذا شويعر اسمه محمد جبر الحربي يقول وبئس ما يقول أرضنا البيد غارقة، طوف الليل أرجاءها، وكساها بعسجده الهاشمي، فدانت لعاداته معبدا، ترى هل عرفت هذه الأرض غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الهاشمي الذي أخرج الله به هذه الأمة من الجاهلية إلى الإسلام ثم يتجرأ هذا الوغد فيطلق على ديننا اسم الليل والظلام ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى