
بين الحب و الرغبة
بقلم عبير مدين
الحب تلك العاطفة النبيلة و المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير التي ما إن تمكنت من قلب جعلته أرق و أجمل
لعل أغرب أنواعه ما يطلق عليه الناس الحب من أول نظرة، إلا أنه نادرًا ما يتساءل أحد: هل هو حقًا حب أم مجرد رغبة؟
لاشك أن الانجذاب بين الرجل والمرأة جزء من طبيعة الحياة، لكن كثيرًا ما يرتبط هذا الانجذاب بكلمة الحب، إلا أن هذا الإحساس قد يكون خلاف الواقع، فالحب والرغبة مختلفان تمامًا فالحب ليس امتلاكًا أو تحكمًا أو هوسًا لكن الحب هو تمني أن يصل الحبيب إلى أفضل مكانة ممكنة، ويتطور بقدر الإمكان، حتى إن كان ذلك قد يؤدي إلى ابتعاده عنك، وهو يحتاج وقتا لكي يولد وينمو .
أما الرغبة تلك الحالة الذهنية التي تدفع الإنسان وتحركه تجاه شخص أو شيء ما فهي على النقيض هي حب امتلاك وهوس واشتهاء حتى لو الحق الضرر بالطرف الآخر. كما أن إحساس الرغبة أناني من يسيطر عليه هذا الإحساس لا يفكر إلا في نفسه، حتى إن كان يفكر في الشخص الآخر طوال اليوم، فما يفكر فيه حقًا ليس حبه للشخص ذاته، ولكن لما يستطيع أن يفيده به هذا الشخص ولما يعود عليه بالسعادة في وجوده حتى لو كان على سبيل الحلم.
اللقاء الأول قد يولد مشاعر حب كاذبة فكيف تحب شخصًا لا تعرفه؟ من الممكن أن تقابل العديد من البشر وتشعر أنك منجذب لهم منذ الحظة الأولى من اللقاء، إلا أنه مع الوقت قد تكتشف في شخصياتهم خصالا تجعلك تتمنى اقتلاع أذنيك، كي لا تستمع لكلمة أخرى منهم.
كما أن الرغبة مهووسة بالجسد هو وضع يجعل صاحب الإحساس غير مهتم حقًا بشخصية الشخص الآخر، ولا يهتم كثيرًا بالمناقشات الفكرية العميقة، بل كل ما يركز عليه ويهتم به هو التواصل الجسدي، ولا يرى في الشخص الآخر سوى مجرد جسد.
بينما الحب يجعلك تخلق توازنًا بينه وبين الرغبة فشعور الحب يحفزك لإيجاد هذا التوازن بينه وبين شعور الرغبة بداخلك، أما شعور الرغبة المجرد، فهو يريد كل الانتباه من الشخص الآخر، وعندما لا يحدث، تتولد الغيرة الشديدة.
الخلط بين شعور الحب والرغبة يخلق الكثير من المشكلات في العلاقات العاطفية، إلا أن كل شخص عادة ما يمر بمرحلة الرغبة في طريقه لإيجاد الحب، فيما يكون الأكثر حظًا من يحتفظ بشعوره بالرغبة، بينما ينمي شعوره بالحب، ليتحدا معًا.