مقال

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو

جريدة الأضواء المصرية

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش إستوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وكيف يتم إبطاله، وأما عن العلاج الشرعي والوقاية من السحر والسحرة؟ فإنه لا بد من عدة كبسولات لتقوية عدة جوانب تتعلق بالتوحيد وسلامة العقيدة وقوة الإيمان وهي قوة التوكل على الله تعالي واليقين بأنه وحده الذي بيده النفع والضر والشفاء، ولا يكون ذلك إلا بأسباب مشروعة، كما قال الله تعالى ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو “

وكما قال الله تعالى ” ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ” وأنه لا يعلم الغيب إلا الله، لا ملك مقرّب ولا نبي مرسل، كما قال تعالى ” قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ” وكذلك تقوية جانب الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، فقد قال الله تعالى ” إنا كل شيء خلقناه بقدر ” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ” فكل شيء هو بقدر الله، سواء تأخر زواج أو تأخر ذرية، ذكور أو إناث، سعة أو ضيق رزق، الأعمار والآجال، فكلها بقَدَر الله تعالى، وكما أن عند المصائب والإبتلاءات فإن المؤمن له شأن آخر، فإنه يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، ويصبر ويحتسب أجره عند الله تعالى، ويتخذ الوسائل الشرعية لدفع المصائب ويتحصن بالأوراد الشرعية.

والمحافظة على الصلوات الخمس، وكثرة الذكر وقراءة القرآن، وتطهير المنزل من الصور وآلات اللهو والطرب وأجهزة الفساد التي دمرت كثيرا من بيوت المسلمين أخلاقيا، وكذلك تجنب الإسترسال مع الأوهام والخيالات، فربما يضخم هؤلاء السحرة الأمر لسلب أموال الناس، فإن أغلب ما تشتكيه كثير من النساء هو مجرد أوهام وأراجيف ولا يمنع أن هناك مَن قد تكون مصابة بالفعل، وأيضا المحافظة على الأوراد والأذكار التي تقي من السحر قبل وقوعه وبعد وقوعه مثل قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين والإخلاص، وعند التحقق من الإصابة بالسحر فالعلاج يكون بالرقية الشرعية ممن يعرفون بالصلاح والتقوى، وشروطها هو أن تكون بكلام الله تعالي أو بالأدعية الشرعية، وتكون باللسان العربي، وأن تكون واضحة المعنى.

وألا يعتمد عليها بنفسها فهي سبب، فقد تجدي وقد لا تجدي، وكذا الراقي، فهو مجرد سبب، وألا تشتمل على شيء من دعاء غير الله عز وجل، وألا تشتمل على خلوة الراقي مع النساء، وكذا الإسترسال في الحديث معهن، وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله، وقدر موته بهذا المرض، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء، وهي آيات السحر في الأعراف وهي قوله تعالى كما جاء في سورة الأعراف ” وأوحينا إلي موسي أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ” وكما قال الله تعالي في سورة يونس ” وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ” إلى قوله جل وعلا ” ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ” وكذلك آيات سورة طه ” قالوا يا موسي إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقي “

إلى قوله سبحانه ” ولا يفلح الساحر حيث أني ” وهذه الآيات مما ينفع الله تعالي بها في رقية السحر، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة، وآية الكرسي وسورة الإخلاص، والمعوذتين، في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور، أو محبوس عن زوجته، فإنه يشفى بإذن الله، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسبا، كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب فتح المجيد عن بعض أهل العلم في باب ما جاء في النشرة، ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث، الإخلاص والفلق والناس، ثلاث مرات، والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء وهو السحر، ويعالج به أيضا من حبس عن زوجته، وقد جرب ذلك كثيرا فنفع الله به، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى.

وقد يعالج بسورة الإخلاص والمعوذتين وحدها ويشفى، والمهم جدا أن يكون المعالج والمعالج عندهما إيمان صادق، وعندهما ثقة بالله تعالي، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور، وأنه متى شاء شيئا كان، وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى، فالأمر بيده جل وعلا، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى