نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 4″
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أبو رافع مولى الرسول، ولقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم، نصب عينيه هدف هداية الخلق أجمعين، فحرص على التعرض لزعماء الكفار في الأسواق والمجالس حتى يدعوهم إلى دين الإسلام، ولم تلن عزيمته أو تضعف قوته، وبلغ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم، بدعوة الكفار إلى دين الله تعالى، مبلغا كبيرا جعله يُعرض من غير قصد عن عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى، يوم أتاه بسبب انشغاله بدعوة زعماء الكفار، وعلى الرغم من الأذى الشديد الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمون من زعماء قريش وكبرائها، فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة ليخاطب زعماء الكفر بكلمات العفو والصفح.
حينما قال صلى الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” وكما عفا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصفح عمن أراد قتله من الكفار وبيّت ذلك، ومن الأمثلة عليهم، هو عمير بن وهب الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم بنيته ودعا له بالهداية، وفضالة بن عمير بن الملوح الذي طاف حول الكعبة وهو يريد قتل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بنيته عن طريق الوحي فالتفت إليه ثم ضرب في صدره فأسلم، وأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احترام عهود الكفار، وإن بدا في ظاهرها أنها ضد المسلمين، فقد حدث أن فكّ المشركون أسر حذيفة بن اليمان وأباه بشرط عدم المشاركة في قتالهم.
وحينما قدموا إلى المدينة أعلموا النبي صلى الله عليه وسلم، بذلك فأمرهم باحترام عهدهم وعدم الخروج لقتال المشركين في بدر، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شديدا على من ينابذ الدين بالعداء، فيحث المسلمين على الثبات والصبر في مواجهة الكفار، كما رفض الاستعانة بالمشركين والكفار بقوله لأحدهم “اذهب فلن نستعين بمشرك” وأما عن إبراهيم أبو رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قال ابن معين، أن اسمه إبراهيم، وقيل أن اسمه هرمز، وقال علي بن المديني ومصعب، أن اسمه أسلم، وقال علي، يقال له هرمز، وقيل ثابت، وكان قبطيا، وكان للعباس، رضي الله عنه، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل، فكتموا إسلامهم، وشهد أحدا، والخندق، وكان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم ولما بشر النبي بإسلام العباس أعتقه، وزوجه مولاته سلمى، وقد شهد فتح مصر، وعن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، طاف على نسائه جُمع، فاغتسل عند كل واحدة منهن غسلا، فقلت، يا رسول الله، لو جعلته غسلا واحدا، فقال صلى الله عليه وسلم ” هذا أزكى وأطيب ” وقد توفي أبو رافع في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وقيل، في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب، وهذا هو الصواب، وكان ابنه عبيد الله كاتبا للإمام لعلي رضي الله عنه.
وعن سليمان بن يسار، عن أبي رافع قال ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوج ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا، وكنت الرسول بينهما ” وأبو رافع قد عده النجاشي من السلف الصالح، وعن عبيد الله بن أبي رافع في حديث أم كلثوم بنت أمير المؤمنين على بن أبى طالب، انها استعارت من أبي رافع حليا من بيت المال بالكوفة، وعن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وكان كاتب أمير المؤمنين عليه السلام، أنه كان يقول إذا توضأ أحدكم للصلاة فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده، وكان يعظمونه ويعلمونه، وعن ابن عباس، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكنت قد أسلمت، وأسلمت أم الفضل، وأسلم العباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه.