مقال

أهم الحاجات النفسية والإجتماعية للطفل

جريدة الأضواء المصرية

أهم الحاجات النفسية والإجتماعية للطفل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وإن من أنواع التربية الحسنة هي التربية بالجليس الصالح، والجليس بصفة عامة يحقق حاجة إجتماعية ونفسية، فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفردا في منتصف السنة الرابعة، وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر الطفل إحتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ إستقلاله عن والديه.

وأما في المراهقة فالرفقة من أهم الحاجات النفسية والإجتماعية التي لا يستغني عنها المراهق، وأهم الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي، لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحول إلى تابع مقلد وإذا كان أكبر أحس بالمسئولية عنهم وعن حمايتهم، وليس معنى هذا ألا يلعب إلا مع رفقة في سنه، ولكن لا يقحم دائما في مجموعات أصغر أو أكبر منه، ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين، ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفية والمكتبات، ويوثق علاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه، والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفية، وأما إن كان سيئا فعلى المربي أن يبين سوء سلوكه، ويتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة. 

دون أن يشعر حتى يتخلص من صديق السوء، أو يقل تأثيره على الأقل، ويخطئ بعض المربين حين يمنع ولده من أية صداقة، حتى إذا كبر عقد صداقات سيئة، كان يمكن للمربي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سن مبكرة، وكما أن من التربية الحسنة السليمة هو الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته، حيث أصبحت مخترعات العلم الحديث تشارك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تنقل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام وعادات المجتمع المسلم، وتؤثر في الصغار لأنهم يجلسون أمامها مدة طويلة وهم في حالة نفسية مناسبة لتلقي ما يعرض عليهم، ومن أهم هذه المخترعات وسائل التواصل الإجتماعي بجميع أشكالها وأنواعها بما فيهم الشاشات والكمبيوتر، وكما أن من التربية الحسنة السليمة هو الإفادة من الدوافع الفطرية.

فالدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل إذا أحسن المربي إستخدامها، وراعى فيها التوازن والإعتدال ومنها هو الإستهواء ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربي بما يجعله جبانا، كالوحوش والأشباح وغيرها، مع الإعتدال لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعا لغيره منقادا، ويقضي على إستقلاليته، ولكي ينجح المربي في الإيحاء لا بد من الصدق، وأن يكون متصفا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثرة، وعلى المربي أن يحذر من وقوع طفله تحت مظلة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنين والممثلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه

كراهيتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى