أشعار وقصائد

نعشٌ بأجنحةٍ

جريدة الأضواء المصرية

نعشٌ بأجنحةٍ 

ليستْ حمامةً…

بل جنازةٌ تمشي على قدمين،

تجرُّ خلفها أرواحًا

أُفرِغَت من ضوءها

وصارت ظلاً باهتاً

في مرآةِ الطغيان.

حريةٌ،

تجلسُ القرفصاء في الزنازين،

تلتحفُ نشيدًا مبتورًا

وأنينَ جدارٍ

حُفرت عليه أسماءُ مَن ماتوا

وهم يحلمون أن يُولدوا.

كانتْ في الماضي

تشبهُ امرأةً تلبسُ الشمس،

كلما مشتْ

اهتزّتْ الطرقاتُ حياءً،

أما الآن

فهي أرملةٌ

تكنسُ رمادَ أبنائها

حريةٌ،

مصلوبة على جدارِ نشرة الأخبار،

يتلوها المذيعُ بوجهٍ بارد

كأنّه يقرأُ نشيدَ القيامة

في جنازةِ الصباح.

يا وطني،

أيها المُلقّى على سريرِ الغيبوبة،

أبناؤك يحفرون قبورهم

بأظافرِ أحلامهم،

ويزرعونَ الصرخات

في حقولٍ

لا ينبتُ فيها إلا الصمتُ والأسلاكُ الشائكة.

أرأيتَ؟

حتى الريحُ

تخافُ أن تمرَّ من هنا،

أن تتنفسَ،

أن تعزفَ على خصرِ نخلةٍ أنشودةً محرّمة.

الحريةُ يا وطني،

ليستْ رغيفاً يُرمى

ولا رايةً تُلوَّحُ أمامَ الكاميرا،

إنها رحمٌ

تُسقطُ فيه الشعوبُ كلَّ يومٍ

جنيناً جديداً

من دمٍ

واعتذار. ! 

قطرالندى_الخزعلي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى