الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد اعلموا يرحمكم الله أن هناك واجبات عملية علينا أن نقوم بها، وأول وأهم الواجبات العملية على الإطلاق هو إصلاح أنفسنا، وإصلاح مابيننا وبين الله تعالي، وتغيير أنفسنا نحو الأحسن على كل الأصعدة لنكون نماذج متميزة تمثل الإسلام خير تمثيل في كل الميادين، ونجبر العالم على إحترامنا وتقديرنا حق قدرنا، حيث قال الله تعالي ” إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” كما إننا ما وصلنا إلى ماوصلنا إليه من الذل والهوان إلا حين فرطنا في حق الله وغيّرنا ماكنا عليه وما ورثناه من الهدى والخير.
حيث يقول الله تعالي ” ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” ولا أدري لماذا يستبعد كل واحد منا أن ما يحدث للدين وللنبي وللقرآن ولأمهات المؤمنين وللمسلمين ربما كان بسبب ذنوبه وتفريطه في حق الله تعالي؟ ولماذا ننسى المسؤولية الفردية؟ فكل واحد منا لبنة في صرح الأمة المسلمة، وقيل أنه كان عطاء حينما يتحدثون أمامه عن الأزمات وإرتفاع الأسعار يعتقد أنه السبب في كل ذلك فيقول ” كل ذلك بسبب عطاء لو مات عطاء لإستراح الناس” ولربما كان الناس يحيون في خيرات بسبب عطاء، ولو قام كل واحد منا بحقوق ربه ودينه ورسوله وكتابه وإخوانه على الوجه اللائق وعظَّم الدين وقدره حق قدره لما تجرأ مجرم على التعرض للدين ولا لأي شيء يخصه، لكن لما رأوا الدين وكل ما يخصه قد هان علينا، هان عليهم.
فآذونا في ربنا وفي نبيينا وفي قرآننا وفي أمهاتنا، فقد أيقنوا أن المسلمين يغطون في سبات عميق ويحيون أسرى الشهوات والملذات وليس الدين منهم على بال، فقف أخي الكريم مع نفسك وقفة تأمل ومحاسبة، وإبحث عن الجوانب والأمور التي تحتاج لإصلاح في حياتك وخطط جيدا لإصلاحها وإستعن بالله واجعل هذه المآسي والآلام دافعا وحافزا لك لتتغير نحو الأفضل، وكما علينا بإصلاح بيوتنا، فلو أقمنا دولة الإسلام وحكمناه وإلتزمناه في قلوبنا وبيوتنا قامت لنا دولة الإسلام في أرضنا، وكما عليك أن تفتش في بيتك عن أشياء لاترضي الله تعالي وإجتهد في تغييرها، وإبحث عن أمور من الإسلام أنت مفرط فيها فضع خطة للمواظبة عليها، وكما ينبغي علينا بإصلاح مجتمعاتنا فما وصلنا إلى ماوصلنا إليه من الخزي والمهانة.
إلا حينما تركنا الذين أرادوا أن يخرقوا سفينتنا فلم نأخذ على أيديهم فهلكوا وكدنا نهلك جميعا، ولابد أخي الكريم أن يكون لك دور في نصرة الدين ورد الشاردين وإيقاظ الغافلين، فهيا إنهض وقم بدورك، فاللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياك الى فعل كل خير واجتناب كل شر، وأن يكتب لنا وإياك في هذه الأيام المبارك خير ما كتبه لعباده الصالحين، وصلي الله اللهم على نبينا محمد وعلى آله وص