مقال

كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله

جريدة الأضواء المصرية

كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كتب علينا الإحسان ونهانا عن الفجور والفسوق والعصيان، وأشهد أن لا إله إلا الله الكريم المنان وأشهد أن سيدنا محمدا النبي المصطفى العدنان اللهم صل وسلم عليه صلاة دائمة تشفع لصاحبها يوم العرض على الملك الديان وبعد لقد كان الصحابة رضوان الله تعالي عليهم أجمعين يعتبرون أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أغلى شيء في حياتهم وليس أدل على ذلك إلا قول أبي سفيان عندما قال لقومه “ما رأيت في الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا” فهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه إحدى الصحابيات من الأنصار، تبرهن أحسن برهان في أصعب موقف وأشده على صدق حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

فقالت ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا خيرا هو بحمد الله كما تحبين، قالت أرينه حتى أنظر إليه، فلما رأته قالت “كل مصيبة بعدك جلل” كل مصيبة تهون وتصغر إلا مصيبتك يا رسول الله، يا الله ما أعظمها من نفوس وما أعظمه من حب صادق خالط بشاشة القلوب، أما ابن عمه وزوج بنته الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد سئل رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ، رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين فقد تغلغلت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم فلم يحبوا شيئا في الدنيا مهما كان أمره ومهما كانت مكانته أعظم من حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلموا يرحمكم الله أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته. 

وإلا لم يكن صادقا في حبه، وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الإقتداء به وإستعمال سنته وإتباع أقواله وأفعاله، وإمتثال أوامره، وإجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه، وموافقة شهوته، فهل أنت كذلك يا من تدعي حب محمد صلى الله عليه وسلم، وهل أنت من المسلمين لأمره، الوقافين عند شرعه، المتبعين لسنته، الملتزمين طريقه ونهجه، اسأل نفسك أين أنت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هل هناك دليل وبرهان على صدق حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أن الأمر إدعاء لا دليل عليه، فلا شك أن للنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم.  

حقوقا على أمته ومن هذه الحقوق الصلاة والسلام عليه، حيث قال علماء اللغة الصلاة وسط الظهر لكل ذي أربع وللناس وكل أنثى إذا ولدت انفرج صلاها” والصلاة في اللغة الدعاء، قال ابن القيم ” وأصل هذه اللفظة في اللغة يرجع إلى معنيين أحدهما الدعاء والتبريك، والثاني العبادة، فمن الأول قوله تعالى ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ” وقوله تعالى في حق المنافقين ” ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ” وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا دعي أحدكم إلى الطعام فليجب فإن كان صائما فليصل” فسر بهما قيل فليدع لهم بالبركة، وقيل يصلي عندهم بدل أكله، وقيل إن الصلاة في اللغة معناها الدعاء، والدعاء نوعان، دعاء عبادة ودعا

ء مسألة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى